روسيا تُشترط فرض شروطها لإنهاء العدوان على أوكرانيا
تصريحات دميتري بيسكوف الأخيرة بشأن استعداد روسيا "للتحرك بسرعة" لإنهاء الحرب تُعد محاولة جديدة من الكرملين لتوجيه رسالة مضللة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن موسكو منفتحة على السلام، بينما تربط هذا "السلام" بتحقيق أهدافها الحربية غير المشروعة.
كييف / أوكرانيا بالعربية / صرّح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن روسيا الدولة المعتدية مستعدة للتحرك بسرعة لإنهاء الحرب التي تشنّها على أوكرانيا، مؤكداً أن موسكو لن تقبل بأي مفاوضات إلا إذا أدّت إلى تحقيق أهدافها العدوانية الكاملة، والتي يحددها الرئيس فلاديمير بوتين.
وقال بيسكوف، وفقاً لوسائل الإعلام الروسية، إن "التسوية في أوكرانيا عملية طويلة وصعبة، لكن موسكو مستعدة لإنهائها بسرعة"، مُشدداً في الوقت ذاته على أن الهدف الرئيسي هو تحقيق الأهداف المحددة، التي لا تتغير.
ويُظهر هذا الخطاب الروسي استمرار الكرملين في التلاعب بالمصطلحات، مستخدماً "السلام" كواجهة لتبرير الإملاءات والاستسلام، بينما يربط إنهاء الحرب بتحقيق الأهداف التوسعية التي تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة، وسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
من جهتها، تؤكد القيادة الأوكرانية مجدداً أن أي مفاوضات لن تُعقد إلا على أساس خطة السلام التي اقترحها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، والتي تقوم على انسحاب القوات الروسية، وتعويض الأضرار، ومحاسبة مرتكبي الجرائم.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) قد وقّعا اتفاقاً لتزويد أوكرانيا بأسلحة متقدمة، مشيراً إلى أن بلاده ستنتج الأسلحة وتبيعها للحلف، الذي سيتولى تنسيق الإمدادات إلى كييف. وأوضح أن أوكرانيا ستحصل على معدات عسكرية بمليارات الدولارات، محذراً موسكو من فرض رسوم جمركية بنسبة 100% ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام خلال 50 يوماً.
تصريحات الكرملين تُعدّ محاولة دعائية جديدة لإعادة طرح خيار "السلام الروسي" المفروض، وهو في جوهره ليس سوى غطاء لمطالب التوسع والضم وتثبيت الأمر الواقع بالقوة.
وإذ يُصرّح بيسكوف بأن "العملية لا تعتمد علينا وحدنا"، فإن أوكرانيا والمجتمع الدولي يدركان تماماً أن مفتاح إنهاء الحرب بيد المعتدي: انسحاب كامل وغير مشروط.
وبالتزامن مع التصعيد الروسي في الميدان، ومحاولات فرض الإملاءات السياسية، تأتي اتفاقية واشنطن – الناتو الجديدة بشأن تسليح أوكرانيا لتؤكد أن الغرب ماضٍ في دعم سيادة كييف وتعزيز قدرتها الدفاعية.
المصدر: أوكرانيا بالعربية