مؤشرات على تفاقم الأزمة المالية في روسيا

إن المؤشرات الاقتصادية والمالية الراهنة تعكس بوضوح أن قدرة موسكو على الحفاظ على وتيرة الحرب الحالية آخذة في التآكل السريع. فمع تفاقم العجز المالي وتزايد الحاجة إلى شراء الولاء الإقليمي عبر سياسات مالية انتقائية، تتكشف صورة دولة تُستنزف مواردها بوتيرة غير

كييف/أوكرانيا بالعربية/ في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية وارتفاع العجز المالي إلى مستويات قياسية، لجأت السلطات الروسية إلى إعادة هيكلة منظومة الحوافز المالية الممنوحة للمجندين المتعاقدين في جيش الاحتلال، عبر تخفيضات حادة في بعض المناطق وزيادات انتقائية في مناطق أخرى، في خطوة تكشف عن تعمّق التفاوت الإقليمي وتكريس ما وصفته الاستخبارات الأوكرانية بـ"النظام الطبقي" داخل روسيا.

وبحسب المديرية العامة للاستخبارات بوزارة الدفاع الأوكرانية (GUR)، شهدت مناطق عدة في الاتحاد الروسي خفضًا كبيرًا في المدفوعات المخصصة للمنضمين الجدد إلى الجيش: ففي باشكيريا تقلصت المكافأة من 1.6 مليون روبل إلى مليون روبل، وفي مقاطعة يامالو-نينيتس من 3.1 مليون إلى 1.9 مليون روبل، وفي منطقة بيلغورود من 3 ملايين إلى 800 ألف روبل فقط، أما منطقة نيجني نوفغورود فانخفضت فيها الحوافز من 3 ملايين إلى 1.5 مليون روبل.

وفي المقابل، رُفعت المكافآت في بعض المناطق الأخرى، حيث وصلت في تتارستان إلى 3.1 مليون روبل، وزيدت في منطقة ريازان بمقدار مليون روبل إضافي، كما ارتفعت في كاباردينو-بلقاريا من 1.5 مليون إلى 1.8 مليون روبل.

وترى الاستخبارات الأوكرانية أن هذه السياسة المالية غير المتوازنة تعكس تقييمًا متفاوتًا لقيمة حياة المواطنين الروس وفقًا لانتمائهم الإقليمي، ما يكرّس حالة من الانقسام الداخلي، ويؤكد هشاشة الوضع الاقتصادي في روسيا قبيل انهيار ما يُسمّى بـ"الإمبراطورية".

وكشفت البيانات أن عجز ميزانية الاتحاد الروسي بلغ خلال الفترة من كانون الثاني/يناير إلى تموز/يوليو 2025 نحو 61 مليار دولار، أي ما يقارب أربعة أضعاف الرقم المخطط له في الموازنة (14.6 مليار دولار). ويُعزى ذلك إلى تراجع حاد في عائدات النفط والغاز، وفشل خطط تحصيل الضرائب، إلى جانب النمو المتسارع في الإنفاق العسكري جراء استمرار العدوان على أوكرانيا.

ويأتي هذا في وقت تستعد فيه الحكومة الروسية لعقد اجتماع طارئ مع كبرى شركات النفط، على خلفية أزمة وقود تفاقمت بفعل الضربات الأوكرانية الدقيقة لمصافي النفط في نوفوكويبيشيفسك وساراتوف وريازان، ما أدى إلى توقف أو تقليص الإنتاج وارتفاع أسعار البنزين، وسط مخاوف من تجاوز .معدلات التضخم

وفي ظل استمرار الضربات الأوكرانية على البنية التحتية الحيوية، قد يجد الكرملين نفسه أمام معضلة استراتيجية: إما تقليص عملياته العسكرية أو مواجهة انهيار داخلي يهدد أركان نظامه من الداخل قبل الخارج.

المصدر: أوكرانيا بالعربية

Поделиться публикацией:
Читайте так же
سياسة
روسيا تقصف خيرسون ومنطقتي سومي ودنيبروبيتروفسك
شنت القوات الروسية هجمات مكثفة على سومي، خيرسون، ودنيبروبيتروفسك باستخدام المدفعية والطائرات المسيرة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير واسع للبنية التحتية
سياسة
سيبيها: لن تكون محادثات السلام فعّالة إلا بعد وقف إطلاق النار
يأتي تصريح سيبيها في وقت تتصاعد فيه المخاوف من أن أي اتفاق يتم التوصل إليه بين ترامب وبوتين، في حال جرى بمعزل عن أوكرانيا، قد يكرّس مكاسب موسكو العسكرية ويمنحها نفوذاً سياسياً إضافياً.
سياسة
القوات الأوكرانية تستهدف ميناءً استراتيجيًا في روسيا يُستخدم لنقل طائرات شاهد وذخيرة من إيران
تُعد هذه الضربة على ميناء "أوليا" ضربة استراتيجية مركبة الأهداف، إذ لم تقتصر على تدمير معدات عسكرية فحسب، بل استهدفت أيضًا شريانًا لوجستيًا حيويًا يربط روسيا بإيران
سياسة
تظاهرة حاشدة في ألاسكا ترفض استبعاد أوكرانيا من أي مفاوضات سلام
تأتي هذه التظاهرة في وقت حساس، حيث تسعى موسكو إلى استغلال أي قنوات تفاوضية مع واشنطن لتكريس مكاسبها الميدانية، فيما تحاول بعض الأطراف الدولية الدفع نحو "سلام سريع" قد يفرض على أوكرانيا تنازلات إقليمية.
Главные новости
Политика
Иран пытается сохранить влияние: Тегеран приглашает главу МИД Ливана на фоне разоружения "Хезболлы"
Приглашение поступило сразу после начала прямых гражданских переговоров Ливана с Израилем
Экономика
Visa возвращается в Сирию: страна восстанавливает связь с мировой финансовой системой
Гигант платежных систем планирует развивать цифровые платежи после падения режима Асада
Ближний восток
Рекордное потепление: Ближний Восток и Северная Африка пережили самый жаркий год в истории
Температура растет вдвое быстрее мирового показателя, угрожая миллионам людей
Ищите нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.