ماكرون يلوّح بالناتو في آسيا: لا مكان لكوريا الشمالية في حرب أوكرانيا

وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحذيرًا مبطّنًا إلى الصين، مطالبًا بكبح دعم كوريا الشمالية لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، محذرًا من أن تجاهل هذا الأمر قد يدفع حلف الناتو إلى توسيع حضوره العسكري في آسيا.
كييف / أوكرانيا بالعربية / وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحذيراً مباشراً إلى جمهورية الصين الشعبية، محذرًا من أن استمرار دعم كوريا الشمالية للعدوان الروسي على أوكرانيا قد يؤدي إلى تداعيات استراتيجية واسعة النطاق، من أبرزها احتمال توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) نحو منطقة آسيا، في خطوة قد تعيد رسم موازين القوى العالمية.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الرئيس الفرنسي، يوم الجمعة 7 حزيران/يونيو، خلال مشاركته في "حوار شانغريلا" الأمني في سنغافورة، حيث شدد على أن تورط كوريا الشمالية في الحرب الروسية على أوكرانيا هو "مسألة تمسّ الأمن الدولي"، داعياً الصين إلى لعب دور مسؤول في هذا الصدد.
وقال ماكرون: "إذا كانت الصين لا ترغب في رؤية الناتو في جنوب شرق آسيا، فعليها أن تتحرك لمنع كوريا الشمالية من دعم روسيا في أوكرانيا"، معتبرًا أن هذا الدعم لا يهدد فقط أمن أوروبا، بل يضع أيضًا استقرار منطقة الهندي-الهادئ في مهب الريح.
تصريحات ماكرون تمثل تحولًا ملموسًا في موقف باريس تجاه دور الناتو في آسيا. ففي عام 2023، عارضت فرنسا بشدة فتح مكتب ارتباط للحلف في اليابان، معتبرة ذلك خروجًا عن نطاق اختصاص الناتو، ورفضًا للتورط في "نزاعات استراتيجية لا تخص أوروبا مباشرة". إلا أن الرئيس الفرنسي لمح إلى مراجعة هذا الموقف بقوله: "كنتُ قد عارضت دور الناتو في آسيا سابقاً، لكن الوقائع تتغير".
وتزامنت هذه التصريحات مع تقارير استخباراتية تشير إلى تواجد وحدات كورية شمالية في منطقة كورسك الروسية، يُعتقد أنها تقاتل إلى جانب القوات الروسية، ما يثير تساؤلات حول طبيعة الاتفاقات العسكرية بين موسكو وبيونغ يانغ، والدور الذي قد تلعبه بكين في هذا السياق.
ماكرون، الذي اختتم جولة آسيوية شملت فيتنام وإندونيسيا قبل وصوله إلى سنغافورة، شدد على أن فرنسا تدعم ما أسماه بـ"الاستقلال الاستراتيجي" لدول المنطقة، مؤكدًا على ضرورة ألا تقع آسيا في فلك التبعية لأي من القوتين الكبريين – الولايات المتحدة أو الصين.
وفي كلمته أمام نخبة من الشخصيات السياسية والعسكرية الدولية، بينهم وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث وكبيرة دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، حذّر الرئيس الفرنسي من مخاطر انهيار النظام الدولي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، ومن تنامي سباق التسلح النووي في ظل النزاعات الإقليمية المتصاعدة.
تأتي تصريحات ماكرون في توقيت بالغ الحساسية، وسط محاولات دولية لاحتواء تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا ومنع تمددها إلى أقاليم أخرى. ويرى مراقبون أن حديث ماكرون عن الناتو في آسيا لا يمثل مجرد تحذير دبلوماسي، بل إشارة استراتيجية واضحة إلى أن التحالفات الدولية قد تتغير طبيعتها إذا ما استمر النظام الروسي في حشد الدعم العسكري من أنظمة تُصنف خارج إطار الشرعية الدولية.
المصدر: أوكرانيا بالعربية