لمن المصلحة في هذه الحرب ؟ بقلم د. صلاح زقوت
كييف - اوكرانيا بالعربية/ يأتي قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير بزعامة الثنائي اليميني نيتنياهو و ليبرمان بضرب إيران بمفردها ليزبد التوتر و عدم الاستقرار في المنطقة و هي بطبيعتها غير مستقرة و أكثر المناطق في العالم التي شهدت حروبا خلال الست عقود الأخيرة منذ قيام دولة إسرائيل رغم أن منطقة الشرق الأوسط من أهم المناطق الإستراتيجية في العالم بحكم الموقع الجيوسياسي الاستراتيجي و المُصدر الأول للطاقة في العالم إن ازدياد التوتر و عدم الاستقرار في المنطقة سيؤدي إلى عدم الاستقرار في العالم بأسره و تحديدا في هذه المرحلة التي يمر بها العالم بأزمة اقتصادية جديدة.
و إذا عدنا إلى قراءة الأمور بشكل موضوعي سنجد انه منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1978م. ضد نظام الشاه بقيادة الخميني استعملت الولايات المتحدة الامريكية إيران كمهدد للمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط و فعلا نجحت في ذلك و استمرت في طرح إيران كمهدد للعرب و للمنطقة طوال فترة الحرب الإيرانية -العراقية و بالمقابل استعملت إيران ورقة فلسطين و احتلال إسرائيل لكامل فلسطين التاريخية و بعض الأراضي العربية لتقول إن العدو الأساسي في المنطقة العربية اسرائيل و من ورائها الولايات المتحدة الامريكية من خلال دعمها لمنظمة التحرير الفلسطينية و تحويل سفارة إسرائيل إلى سفارة فلسطين في طهران و دعمها لسوريا و حزب الله و جيرت انتصارات حزب الله عام 2006م. لمصلحتها و كذلك دعمها لحركة حماس و صمود الشعب الفلسطيني في غزة أثناء العدوان الإسرائيلي في حرب 2009م. و قد لاقى هذا الدعم الترحيب على مستوى الشعوب العربية في ظل عجز عربي رسمي فاضح و انسداد الأفق السياسي للمفاوضات لحل الصراع الإسرائيلي - العربي.
ووفق المبدأ السياسي الشهير ليست هناك عداوة أو صداقة دائمة في السياسة بل هناك مصالح مشتركة و قد نجحت كل من إيران و الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل و تركيا أن تلعب أدوراً في المنطقة كل حسب أهدافه و مصالحه و استغلت كل واحدة من هذه الدول العجز العربي الرسمي سابقا و انشغاله لاحقا بثورات الربيع العربي الذي لم يكتمل بعد.
و قد تحالفت إيران مع الولايات المتحدة في حربها في أفغانستان و العراق و قد تم احتلال العراق بالكامل بعد تدميره و ما يشهده من عنف دموي و بروز النزاعات العرقية و الطائفية التي تهدد مستقبل ووحدة العراق و خرجت القوات الأمريكية في نهاية العام الماضي رسميا من العراق مع ازدياد النفوذ الإيراني هناك.
و هذا شكل قلق و مخاوف حقيقية من الدور الإيراني و تدخلها في الشؤون الداخلية العربية و تحديدا ً لدول الخليج مع تفهمنا انه من حق إيران أن يكون لها طموحها و حلمها السياسي و لكن ليس على حساب دول الجوار و من حقها أن يكون لها طاقة نووية تستعمل في الأغراض السلمية في الوقت الذي تمتلك به إسرائيل ترسانة نووية عسكرية و تستمر في احتلال الأراضي الفلسطينية و العربية و ترفض الانصياع لكافة قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية و تعتبر نفسها فوق القانون الدولي مدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية و ترفض الانسحاب من الأراضي العربي المحتلة في لبنان و سوريا و ترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية الذي تم احتلالها في 5 حزيران عام 1967م.
فالدول العربية قدمت مبادرة تاريخية لإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي من خلال المبادرة العربية التي تم أقرارها في قمة بيروت عام 2002م. و التي تنهي الصراع في منطقة الشرق الأوسط و التي رفضتها إسرائيل.
إن الاستقرار في المنطقة يتطلب أن يعيش الجميع في المنطقة بعيدا عن العدوانية و الإقرار بالآخر من خلال أن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل و هذا لا يتم إلا من خلال إحلال السلام الشامل و العادل من منطقة الشرق الأوسط من خلال إلزام إسرائيل بقبول المبادرة العربية و الانسحاب إلى خط الرابع من حزيران عام 1967م. وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس و حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
المصدر : أوكرانيا بالعربية