كلمة شكر وعرفان للجالية اليمنية في أوكرانيا بقلم مهند الكاطع
كييف/أوكرانيا بالعربية/في قراءة سريعة للتاريخ ومروراً بأهم الأحداث العالمية ومراحل تطور المجتمعات الإنسانية نجد أن التاريخ لا يخلد سوى أسماء العظماء.
العظماء الذين يسعون ويبذلون الجهد والمال لإنجاح مسيرة الحياة ولبناء مستقبل زاهر لأممهم وشعوبهم ولتعزيز التطور والثقافة في بلدانهم، والذين يسعون لتعريف الشعوب بحضارة بلدانهم وتبيين الدور الذي أسهمت به هذه الحضارة في أغناء الإنسانية .
ومن هؤلاء الرجال الذي يعتز الإنسان بذكرهم ويفتخر كل عربي بانتسابهم للأمة العربية الدكتور محمد ناصر أحمد القاضي ، نعم هذا الرجل الذي أصبح معروفاً للبعيد والقريب في المهجر وعلى أراضي أوكرانيا حيث يتعانق ثلج العاصمة كييف مع شواطئ أوديسا على البحر الأسود لترتسم الصور الجميلة لهذا البلد ولتنطق هذه اللوحة فرحاً معبرة عن عظماء زاروها ورسموا صورة مشرقة عن الحضارة العربية والإسلامية فيها .
الدكتور محمد ناصر أحمد القاضي هو رجل الأعمال اليمني المعروف وهو مؤسس الجالية اليمنية والقائم بأعمالها في أوكرانيا ، ساهم مادياً ومعنوياً وفكرياً في أنشاء وإنجاح أول جالية عربية مشتركة في أوكرانيا وأصبح رئيساً لها ، يحمل الدكتور محمد ناصر أحمد القاضي شهادة الدكتوراه في القانون الدولي ، وهو على درجة عالية من الوعي والثقافة ، ساهم في أعمال خيرية كثيرة خارج وداخل أوكرانيا ، تشهد له جميع القوى والحركات والمؤسسات في أوكرانيا ، لقد ساهم السيد محمد ناصر الدين القاضي مساهمة فعالة في أحياء الجاليات العربية عموماً والجالية اليمنية خصوصاً أعطائها ثقلاً ووجوداً فعالاً في أوكرانيا لم تحظى به أي جالية أخرى ، مما أكسبه محبة واحترام جميع الجاليات العربية في أوكرانيا .
كانت أول رؤية لي بالدكتور القاضي في السكن الجامعي ، حيث يسكن طلاب أجانب من مختلف البلدان بما فيها اليمن ، ومن بين هؤلاء الطلاب الطالب اليمني جمال الجسري وهو من الطلاب المجتهدين يحظى بحب واحترام الجميع ، وقد أفجعه خبر من أهله في اليمن بوفاة والده فذهبت برفقة أصحابي فور سماعنا الخبر لمواساته وتقديم التعازي بهذا الخبر المفجع ، ورأينا شخص متوسط في العمر جالساً يواسي زميلنا جمال وبكل تواضع واحترام وعندما خرج عرفنا أنه الدكتور محمد القاضي وكانت هذه أول مرة أرى فيها هذا الشخص ، وقد جاء خصوصي إلى السكن الجامعي تاركاً أعماله ليقوم بواجب اتجاه طالب يمني من أبناء الجالية اليمنية !
هذا الموقف وهذه الصدفة كانت أول لقاء لي بالدكتور القاضي ، ثم توالت المناسبات حيث أن الدكتور القاضي يقوم بأحياء جميع الأعياد والمناسبات الوطنية في قاعات وصالات احتفال كبيرة ومميزة حيث يقيم مأدبة طعام ويدعو إليها وفود من الجاليات العربية والأجنبية إضافة إلى ممثلين عن الأحزاب الأوكرانيا وعدد من العلماء وأساتذة الجامعات وعمداء الكليات وأهم الشخصيات المعروفة في البلد ، وتقوم خلال الاحتفالات أبراز عادات الشعب اليمني العريق وزيه وحضارته ، ومظاهره الثقافية والفنية من رقصات شعبية وأمسيات شعرية والعديد العديد من الفقرات الممتعة ، ويقوم السيد القاضي بعدها بتسليم جوائز والهدايا الرمزية عرفان المحبة والتواصل بين الجالية اليمنية وأخواتها من الجاليات العربية وبقية المنظمات والشخصيات الفكرية .
كما يساهم القاضي بشكل فعال في دعم الأنشطة الثقافية التي تهدف إلى نشر اللغة العربية وتعليمها المجاني في أرجاء أوكرانيا لتتكون بذلك صورة مشرقة على أهم معالم الحضارة العربية في أوروبا ، كما ولا يتوانى الدكتور القاضي في تقديم المساعدات وتذليل الصعوبات التي تواجه الطلاب اليمنيين في هذه الدولة .
هذا الرجل كلمة شكر وعرفان لا توفيه حقه ، وأقول بأن الأمة العربية بحاجة لرجال من هذا النموذج يسخرون إمكانياتهم في سبيل خدمة قضايا الأمة العربية ورسم الوجه المشرق لهذه الأمة التي قدمت الكثير للإنسانية .
المصدر : سبتمبر