كيف تساعد الصين روسيا في الحرب الأوكرانية

20.10.2025 - 21:25 #الحرب في أوكرانيا, #أوكرانيا وروسيا, #أوكرانيا والصين

تحركات مثيرة للجدل لأقمار "ياوغان" فوق أوكرانيا تثير تساؤلات حول تعاون استخباراتي محتمل بين بكين وموسكو

كييف/أوكرانيا بالعربية/ أفادت تقارير إعلامية أن أقمار "ياوغان" الصينية حلّقت فوق الأراضي الأوكرانية أثناء هجمات روسية واسعة النطاق، ما أثار مخاوف من تعاون استخباراتي فضائي بين الصين وروسيا. ورغم أن بكين تؤكد أن أقمارها مخصصة لأغراض علمية، إلا أن تزامن تحليقها مع الغارات يثير تساؤلات حول طبيعة استخدامها.

وفقًا لصحيفة "ميليتري"، نقلًا عن خدمة "هيفنز-أبوف"، فقد عبرت ثلاثة أقمار من طراز "ياوغان 33" أجواء منطقة لفيف تسع مرات خلال ليلة 5 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بينما أكمل قمر بصري آخر من طراز "ياوغان 34" عدة مدارات متزامنة مع أضخم غارة روسية على أوكرانيا منذ أشهر.

وفي اليوم نفسه، أعلن جهاز الاستخبارات الخارجية الأوكراني أن الصين نقلت بيانات فضائية إلى روسيا، استُخدمت لاختيار أهداف استراتيجية داخل أوكرانيا، خصوصًا تلك التي تضم استثمارات أجنبية حساسة.

منظومة "ياوغان" الصينية: قدرات متقدمة تحت غطاء مدني

تدور أقمار "ياوغان" في مدار منخفض على ارتفاع يقارب 700 كيلومتر، وتستكمل دورتها حول الأرض في نحو 90 دقيقة. وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 60 قمرًا صينيًا من هذا الطراز قادرة على تغطية الأجواء الأوكرانية بانتظام.

ورغم أن الصين تصف رسميًا هذه الأقمار بأنها علمية واستكشافية، إلا أن خبراء الفضاء يؤكدون أنها مجهزة برادارات ذات فتحة تركيبية عالية الدقة، شبيهة بتقنيات الأقمار الصناعية الغربية مثل ICEYE. ويُعتقد أن الأجيال الحديثة من "ياوغان 33" تمتلك قدرات تصوير متطورة للغاية، تجعلها قادرة على أداء مهام تجسس ومراقبة تكتيكية.

وقال أندريه كوليسنيك، خبير الفضاء والمستشار السابق لرئيس وكالة الفضاء الأوكرانية، إن الصين تتفوق على روسيا في القدرات الفضائية:

"تمتلك الصين 63 قمرًا صناعيًا نشطًا في حين تمتلك روسيا 14 فقط. هذه الفجوة تمنح بكين القدرة على توفير بيانات استخباراتية أكثر دقة وشمولية."

تعاون استخباراتي متزايد بين موسكو وبكين

منذ عام 2024، بدأت مؤشرات واضحة على تعاون صيني–روسي في مجال تبادل المعلومات الفضائية. ووفقًا لتقارير استخباراتية أمريكية، زودت الصين روسيا "بجميع البيانات اللازمة" لمتابعة العمليات العسكرية في أوكرانيا، إلى جانب مراقبة تحركات قوات الناتو في أوروبا.

وبعد العقوبات الغربية التي أوقفت تعاون شركات مثل ماكسار وإيرباص وبلانيت لاب مع روسيا، عقدت موسكو شراكات بديلة مع شركات صينية مثل HEAD Aerospace وSpacety، ما أتاح لها الوصول إلى أكثر من 100 قمر صناعي صيني بدقة تصوير تصل إلى 0.3 متر.

هذا التعاون جاء في سياق الشراكة التي أعلنها البلدان قبل أولمبياد بكين 2022 تحت شعار "صداقة بلا حدود". ومنذ ذلك الحين، ارتفعت التجارة الثنائية إلى 240 مليار دولار سنويًا، لتصبح الصين أكبر مزود للمواد المدنية والتكنولوجية إلى روسيا.

ردود فعل أوكرانية وتحليلات عسكرية

أكد أوليغ ألكساندروف، ضابط في جهاز الاستخبارات الأوكراني، وجود تعاون مباشر بين بكين وموسكو في تحديد الأهداف العسكرية داخل أوكرانيا، خاصة ضد منشآت ذات أهمية اقتصادية أو تمويل أجنبي.

وفي المقابل، نفى الكرملين تلقي أي مساعدة من الصين، إذ قال المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف:

"لدينا قدراتنا الخاصة، بما في ذلك القدرات الفضائية، لتنفيذ جميع مهام العملية العسكرية الخاصة."

من جهته، أوضح الخبير العسكري أناتولي خرابشينسكي أن وجود الأقمار الصينية فوق أوكرانيا لا يثبت بالضرورة تورطها في الهجمات الروسية، لكنه أشار إلى أن "تكرار التحليق أثناء القصف لا يمكن اعتباره مصادفة بحتة".

ويرى محللون أن هذا التنسيق الفضائي المحتمل يسلط الضوء على مرحلة جديدة من التعاون الروسي–الصيني، تتجاوز الدعم الاقتصادي إلى تبادل تقنيات الاستطلاع والمراقبة عالية الدقة، وهو ما قد يعقّد الجهود الغربية الرامية إلى احتواء القدرات العسكرية الروسية.

المصدر: أوكرانيا بالعربية