خومانيتس: أنا فخور بالشراكة والأخوة الحقيقية بين أوكرانيا وتونس
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ أجرت وكالة "الأناضول" مقابلة مع سعادة سفير أوكرانيا لدى تونس فولوديمير خومانيتس بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية بين أوكرانيا وتونس، نشرتها في 24 حزيران/ يونيو الجاري.
وأشارت الوكالة إلى أن العلاقات التونسية الأوكرانية أقيمت بموجب بروتوكول تم توقيعه في كييف قبل ثلاثين عاماً.
واعتمد البلدان إعلاناً مشتركاً حول مبادئ الصداقة والتعاون في 7 كانون الأول/ديسمبر 1993، ويخضع التعاون بين تونس وأوكرانيا لستة اتفاقيات وبروتوكولات تتعلق بشكل خاص بمجالات الاقتصاد والتجارة والنقل الجوي.
عمل فولوديمير خومانيتس سكرتيرًا أولًا في سفارة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة (2006-2010) ، ثم مستشارًا أول في سفارة أوكرانيا لدى المملكة المتحدة (2012-2016)، وعين في منصب سفير أوكرانيا لدى تونس في 22 أيلول/ سبتمبر 2020.
المقابلة:
- كيف تطورت العلاقات الثنائية بين تونس وأوكرانيا منذ عام 1992؟
نحتفل اليوم بهذا الحدث التاريخي لكلا البلدين، نحتفل بمرور ثلاثين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين تونس وأوكرانيا. أنا فخور بأن لدينا شراكة جيدة وعلاقة أخوية حقيقية بين البلدين، ولا يمكنني وصف العلاقات بمسؤولية إلا في سياق إيجابي، حيث تستند علاقاتنا إلى مبدأ عملي وشفاف.
لم يكن لدينا سوى ديناميات إيجابية، وهذا في العديد من مجالات التعاون، السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والعلمية، والتعليمية، وغيرها، ونريد التأكيد على هذه العلاقات وتطويرها بشكل أكبر بنفس الديناميكية الإيجابية.
- وفي أي المجالات ينبغي تعزيز العلاقات الثنائية؟
أؤكد مجددًا أنني فخور بأن لدينا ديناميكية إيجابية في جميع المجالات، ولا سيما في مجال التجارة، حيث تزداد التجارة بنسبة 5 إلى 10 % كل عام، وفي العام الماضي وصلت أرقام التجارة إلى نصف مليار دولار، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة لتونس، فقد زادت صادراتها بأكثر من الضعف، والسوق الأوكرانية مثيرة للاهتمام بشكل متزايد لرجال الأعمال التونسيين.
بالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية الجيدة، أدت الأحداث الثقافية العديدة التي يتم تنظيمها في البلدين إلى زيادة عدد السياح الأوكرانيين في تونس وعدد الطلاب التونسيين في أوكرانيا.
يعرف البلدان بعضهما البعض جيدًا، والدليل على ذلك هو تطور الجالية الأوكرانية في تونس، والجالية التونسية في أوكرانيا. إن وجود علاقات جيدة في العديد من المجالات هو علامة طيبة للغاية، بالإضافة إلى أننا نبرم كل عام اتفاقات جديدة بين طرفين.
وقبل ستة أشهر، تم إبرام اتفاقية بين أكبر الجامعات في أوكرانيا وتونس، وهي جامعة المنار والجامعة الوطنية الأوكرانية.
- ماذا عن الطلاب التونسيين العائدين من أوكرانيا بسبب الحرب؟
كان حوالي ألف طالب تونسي يدرسون في أوكرانيا، والآن عاد جزء كبير منهم إلى تونس، لكن المهم هو أنهم يواصلون الدراسة عن بُعد.
أنا على اتصال دائم بمعظمهم ومع آبائهم، وهم يحلمون حقًا بالعودة إلى أوكرانيا بمجرد انتهاء الحرب.
أعبر عن دعمي الكامل كأب لأبنائه الطلبة، الذين أفكر فيهم كثيرًا. أحاول حقًا إيجاد حل مع السلطات الأوكرانية المعنية حتى يتمكنوا من مواصلة دراستهم والعودة إلى أوكرانيا.
من المؤكد أن عدد الطلاب التونسيين سيزداد في المستقبل، بعد الحرب، لأن نظامنا التعليمي أصبح أفضل بشكل متزايد وفقًا للمعايير الأوروبية وبأسعار جيدة جدًا، بالإضافة إلى أن الدبلوم الأوكراني معترف به في كل مكان.
أود أن أوضح نقطة مهمة، الطلاب التونسيون يريدون حقًا العودة إلى أوكرانيا، وقد اتصل بي بعضهم، بل إنهم يريدون العودة الآن، وقد عاد البعض منهم لمواصلة دراستهم في الجامعة.
- ما هي رؤيتكم فيما يتعلق بالسياحة بين تونس وأوكرانيا التي تأثرت أولاً بوباء فيروس كورونا ثم بالوضع الحالي في أوكرانيا؟
تونس هي وجهة معروفة للسياح الأوكرانيين الذين يتزايد عددهم من عام إلى آخر، وأنا مقتنع بأن هذه الديناميكية ستتجدد بعد الحرب، بالإضافة إلى أن لدينا رحلة مباشرة بين البلدين تسمح للسياح الأوكرانيين بزيارة تونس أكثر فأكثر.
تمتاز تونس بموقع جغرافي جيد، وقد زارها صديق لي من قبل ويخطط للعودة لاطلاع أصدقائه على معالمها. بسبب الحرب، لم يعد لدينا رحلات طيران مباشرة، وسيضطر بعض السياح الأوكرانيين إلى القدوم عبر بولندا أو بلغاريا.
تونس هي الوجهة الثالثة للسياح الأوكرانيين بعد تركيا ومصر، وأنا متأكد من أن عددهم سيرتفع بعد الحرب. ستنهي أوكرانيا هذه الحرب، وستنتصر الديمقراطية دائمًا.
وأعدكم بصفتي سفير بأن نعمل على الحفاظ على علاقات جيدة مع تونس بنفس الديناميكية الإيجابية. سيجري تنظيم المزيد من الأحداث الثقافية وسيتم توقيع اتفاقيات ثنائية أخرى لزيادة عدد السياح الأوكرانيين في المنتجعات التونسية.
لقد زرت العديد من المناطق في تونس، وأجد أن كل مكان فيها يتميز بخصوصية مثيرة للاهتمام للغاية، فلكل منطقة تاريخها وتقاليدها وجانبها الثقافي الخاص. أنا هنا منذ عامين وأحببت الأماكن هنا جداً، وكذلك أمر عائلتي التي تفضل حتى في الصيف قضاء العطلات في تونس، ولا يتوقف أصدقائي الأوكرانيين عن الحديث عن جمال تونس وضرورة زيارتها.
يعيش العديد من الأوكرانيين هنا في محافظات مختلفة، وعندما أتحدث معهم عن تونس غالباً ما يستغرق الحديث عن جمال مناطقها ساعات، أحب حقاً العيش هنا.
في الختام، أود أن أقول إنني ممتن حقًا من صميم قلبي للشعب التونسي على دعمه لأوكرانيا في هذه الأوقات الصعبة. هذا مهم بشكل خاص عندما تدعم دولة ديمقراطية دولة ديمقراطية أخرى، مثلما تدعم تونس أوكرانيا، وكما يقول المثل "الصديق وقت الضيق "، فإن دعم تونس هو دليل على الصداقة الحقيقية والعلاقات الجيدة على مدى ثلاثين عاماً.
المصدر: أوكرانيا بالعربية