يحدث في العالم: فتح الله غولين ثاني أقوى رجل في تركيا يعيش في منفاه بالولايات المتحدة بمعزل عن بلده باختياره

يعد فتح الله غولين ثاني أقوى رجل في تركيا بالرغم من أنه يعيش في منفاه الاختياري بالولايات المتحدة. وعلى الرغم من العزلة التي يعيشها غولين عن بلده تركيا، تشهد الساحة السياسية في البلاد حاليا فصلًا جديدًا من الصراع بين مؤيدي غولين وأنصار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على نحو جعل الصراع محتدما ومنذ رحيله من تركيا إلى الولايات المتحدة، لم يدل غولين البالغ من العمر 74 عامًا، بأي مقابلات لوسائل الإعلام، حيث اقتصرت اتصالاته النادرة جدًا بالإعلام على طريق البريد الإليكتروني وغالبًا ما كانت تجرى بشكل حصري.

كييف/أوكرانيا بالعربية/يعد فتح الله غولين ثاني أقوى رجل في تركيا بالرغم من أنه يعيش في منفاه الاختياري بالولايات المتحدة. وعلى الرغم من العزلة التي يعيشها غولين عن بلده تركيا، تشهد الساحة السياسية في البلاد حاليا فصلًا جديدًا من الصراع بين مؤيدي غولين وأنصار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على نحو جعل الصراع محتدما

ومنذ رحيله من تركيا إلى الولايات المتحدة، لم يدل غولين البالغ من العمر 74 عامًا، بأي مقابلات لوسائل الإعلام، حيث اقتصرت اتصالاته النادرة جدًا بالإعلام على طريق البريد الإليكتروني وغالبًا ما كانت تجرى بشكل حصري.

وولكن استطاع مراسل بي بي سي ، إجراء مقابلة حصرية مع فتح الله غولين، وفي المقابلة التي أكد فيها غولين أنه لا يسع إلى استغلال نفوذه لبدء التحقيقات في مزاعم الفساد بين قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم والتي عُزل على خلفيتها عدد من قيادات الشرطة فضلا عن إلقاء القبض على عدد من حلفاء أردوغان.


ويبدو أن الحالة الصحية لغولين ليست على ما يُرام، وهو ما اتضح من خلال حضور 13 من تابعيه المقابلة بالإضافة إلى طبيبه الخاص الذي أجرى له فحصًا روتينيًا قبيل اللقاء وأعطاه بعض الأدوية وتكرر ذلك عدة مرات حتى انتهاء فريق بي بي سي من التصوير معه.

ويتربع غولين، كرجل دين، على عرش حركة تضم ملايين الأنصار يمتلكون مليارات الدولارات تُضخ في عدة مدارس تحقق نجاحًا منقطع النظير في 150 دولة حول العالم وفقًا لجيمس جيفري السفير الأمريكي السابق لدى تركيا.

علاوة على ذلك ثمة مخاوف بشأن قدراته الصحية، إذ يعاني كولن من عدة أمراض مزمنة فضلا عن اضطرابات في الجهاز التنفسي لا زال يتعافى منها حتى الآن.

كادت المقابلة الحصرية أن تلغى، حيث لم يكن لدى كولن ميل لإجراءها، لولا تدخل أحد مستشاريه ونجح في إقناعه بذلك.

تقول الصحف العالمية إن الغموض يسيطر على حياة كولن وحركته

ورغم موافقته على إجراء المقابلة، فاجأ رجل الدين التركي الجميع بقدر كبير من المراوغة، خاصةً فيما يتعلق برجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، حليف الأمس وغريم اليوم، فهما معروفان عالميًا بأنهما طرفا صراع حتى الموت من أجل السلطة، تتملكهما رغبة جامحة متبادلة في الانتقام.

وبغض النظر عن أي طرف بدأ الصراع، كان أردوغان يسعى إلى تقويض حركة حزميت ("خدمة") التي يقودها غولين والتي تضم تابعين – أو كما يفضلون تسمية أنفسهم "مشاركين" – من قيادات بالشرطة والنيابة العامة الذين يتولون التحقيقات في قضايا خطيرة تمس الحكومة نفسها. وكان رئيس الوزراء التركي قد وصف أعمال القائمين على تلك التحقيقات من حركة حزميت بأنها "دولة داخل الدولة"

ورغم أن المقابلة لم توضح تحديدًا نوايا غولين، إلا أن مستشاريه أكدوا أن الغرض منها هو تصحيح بعض المغالطالت. وليس من الغريب أن يسود اللقاء مع شخصية مؤثرة إلى هذا الحد إحساسًا الغموض، خاصة في ضوء الصفات التي تستخدمها الصحف العالمية في الحديث عن فتح الله جولين وحركة "حزميت".

تضمنت تلك صفات التي روجتها وسائل صحفية: "سري" وفقًا لمجلة (فورين بوليسي) و "ظلالي" وفقًا لصحيفة (إيكونوميست) و"غامض" وفقًا لصحيفة (لوس أنجليس تايمز) و"محرض" وفقًا بحسب موقع (ويكيليكس).

لا يعيش غولين في المجمع الضخم الذي يظهر بالصور بل يقيم بمبنى أصغر متاخم للمجمع الواقع بأطراف ولاية بنسلفانيا التي سافر إليها بعد أن واجه اتهامات بجرائم ضد الدولة في التسعينيات من القرن الماضي تمكن من تبرئة ساحته منها أخيرًا.

دخل فريق بي بي سي إلى غرفة مكتبه الملحق به غرفة نوم متواضعة تحتوي على مجموعة من الرمال التي جلبها من الشواطيء التركية وأرفف خشبية داكنة اللون للكتب التي يطالعها بالإضافة إلى سجادة صلاة ومصحف ضخم وفراش بسيط للنوم.

بدأت المقابلة وعلامات الألم وعدم الارتياح تبدو على وجه غولين الذي حاول الحفاظ على ابتسامة متحفظة على وجهه طوال اللقاء.

يعيش كولن في مبنى متواضع به غرفتين بسيطتين للنوم والقراءة

كان حريصًا على استخدام الأفعال المبنية للمجهول وضمائر الجمع في وصف كل من تطرق إليهم بالحديث، ولم يحدث أن أظهر في أي من إجاباته عداءً مباشرًا لغريمه رجب طيب أردوغان. قال غولين "سوف أظل صامتًا ولن أرد على ممارساتهم."

توالت الأسئلة والإجابات، التي كان فريق العمل ينتظر ترجمتها من التركية إلى الإنجليزية، متناولةً مزاعم قيادة أعضاء حركة حزميت للتحقيقات في قضايا فساد لقيادات حزب العدالة والتنمية وغيرهم من المسؤولين في إدارة أردوغان ليؤكد غولين أن قيادات الشرطة ورجال القضاء هم المسؤولون عن تلك التحقيقات "لا يمتون لنا بصلة" أي أنهم لا ينتمون إلى الحركة.

وأضاف غولين "هذه التحركات تستهدف إعطاء الحركة حجمًا أكبر مما هي عليه لتخويف الناس من شبح لا وجود له في الواقع."

ولكن لماذا ظهر عدد من الأكاديميين والصحفيين والدبلوماسيين الذين لا يمثلون طرفا في هذا الصراع للتأكيد على أنهم يستبعدون عدم اصدار غولين أوامر مباشرة للهجوم على حلفاء أردوغان، خاصةً بعد إغلاق رئيس الوزراء التركي مدارس حزميت في تركيا؟

قال غولين "مستحيل أن يتلقى قضاة وممثلو نيابة أوامر مني وأنا لست على صلة بأي منهم ولا أعرفهم على الإطلاق."

وأضاف متهكمًا :"المسؤولون بمؤسستي القضاء والشرطة هم من فتحوا تلك التحقيقات وهم من أثاروا القضية، حيث أن هذا ما تتطلبه مهام وظائفهم. ولكني أعتقد أنهم لم يكونوا على علم بأن الفساد والرشوة أصبحا لا يندرجا تحت الأعمال الإجرامية في تركيا."

يُذكر أن المنهج الإسلامي المعتدل الذي يتبناه كولن توافق إلى حدٍ بعيدٍ في وقت ما ذلك المنهج الإسلامي المعتدل ينتهجه حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا رئيس الوزراء التركي القادم آنذاك، رجب طيب إردوغان.

لكن لماذا تظهر الآن إشارات واضحة على وجود خلاف بين المنهجيين، منها على سبيل المثال تبني أردوغان لمحادثات السلام مع الانفصاليين الأكراد بقيادة زعيمهم المسجون عبد الله أوغلان؟

قال غولين "عبد الله أوجلان لم يكن راضيًا عما نفعله مع الأكراد." (قاصدًا فيما يبدو توسع مدارس حزميت في المناطق الكردية)

وأضاف "أنشطتنا كانت تحول دون انضمام الشباب إلى صفوف المقاتلين في الجبال. وكانت سياستهم تستهدف الحفاظ على العداوة القائمة مع الشعب التركي."

كما أوضح أنهم اعتبروا إقامة المدارس والاستثمار في المناطق الكردية "ممارسات ضد عملية السلام."

وعن التوترات المتصاعدة بين تركيا وإسرائيل على مدار السنوات الاخيرة، قال غولين "إنهم يحاولون تصدير صورة تشير إلى أننا حركة موالية لإسرائيل وأننا نضع مصلحتها في الاعتبار قبل مصلحة الأمة، لكننا لسنا كذلك، نحن فقط نقبلهم كشعب وكجزء من شعوب العالم."

وردا على سؤال يتعلق بموقفه من الانتخابات المحلية والعامة، التي من المتوقع ان يترشح فيها إردوغان على نطاق واسع، ولمن سيعطي صوته حال عودته إلى تركيا هذا العام، قال غولين "لن أتطرق بالحديث عن هذا الموضوع."

لم تكن هذه إجابته النهائية، حيث أضاف "إذا كان لي أن أقول للناس شيئا في تركيا ، فسوف أحثهم على التصويت لصالح من يحترمون الديمقراطية وأحكام القانون ويعملون جيدًا لصالح الشعب. أما تشجيعهم على التصويت لحزب بعينه، فهو إهانة لعقولهم. فالجميع يرى ما يحدث من حوله."

أما السؤال الذي أثار الحيرة طرحه تيم فرانكس على عدد من أتباع غولين فكان "لماذا وافق غولين على إجراء هذه المقابلة؟"، وجاءت الإجابة على السؤال غير واضحة على الإطلاق وفقًا لفرانكس.


المصدر: بي بي سي بتصرف


Поделиться публикацией:
Главные новости
Политика
МУС выдал ордер на арест Нетаньяху
Ближний восток
ЮНИСЕФ: Более 200 детей погибли в Ливане за последние два месяца
Разное
Иран отказался от закупок систем ПВО в России
Ищите нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.