فيسينكو: الهجوم الروسي الصيفي لم ينتهِ سياسيًا بعد

فيسينكو: روسيا تراهن على الضغط العسكري والدعاية لإقناع ترامب بانتصارها، لكن فشلها في التقدم الميداني جعل الهجوم الصيفي إخفاقًا سياسيًا للكرملين.
كييف/أوكرانيا بالعربية/ اعتبر عالم السياسة الأوكراني فولوديمير فيسينكو أن الهجوم الروسي الصيفي لم ينتهِ سياسيًا بعد، بل سيستمر حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول، حيث تسعى موسكو لزيادة الضغط العسكري على الجبهات، إلى جانب تكثيف الضربات على المدن الأوكرانية باعتبارها جزءًا من استراتيجيتها الحربية. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الخبير عبر قناة "فريدوم" التلفزيونية يوم، 31 أغسطس/آب.
وأوضح فيسينكو أن روسيا كانت تراهن منذ الربيع الماضي على انهيار الجبهة الأوكرانية، مشيرًا إلى أن هيئة الأركان الروسية، برئاسة فاليري جيراسيموف، قدّمت للرئيس فلاديمير بوتين توقعات متفائلة بانهيار أوكرانيا خلال شهرين أو ثلاثة فقط، وأن الحرب ستحسم لصالح موسكو. لكن هذه التقديرات، التي رُوّج لها عبر بعض وسائل الإعلام الغربية، لم تتحقق مرة أخرى.
وأضاف: "جيراسيموف صرّح مؤخرًا بأن كل شيء يسير وفق الخطة، وأن أهداف العملية العسكرية تُنفذ في عامها الرابع، لكنه تجاهل ذكر أن روسيا لم تتمكن من تحقيق هذه الأهداف على أرض الواقع. ولتغطية الإخفاقات، تكتفي موسكو بالحديث عن تقدم بضعة كيلومترات هنا وهناك، دون أي إنجاز استراتيجي فعلي".
ووفقًا للخبير السياسي، فإن هذا العجز الميداني تحوّل إلى فشل سياسي للرئيس الروسي بوتين، خاصة أنه لم يتمكن من إقناع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأن موسكو قادرة على تحقيق النصر. وأوضح فيسينكو أن بوتين راهن بقوة على إحداث تحول سياسي في الموقف الغربي مع عودة ترامب إلى السلطة، مستخدمًا اتصالات مباشرة وغير مباشرة لإقناعه بأن أوكرانيا على وشك الانهيار.
وقال فيسينكو: "منذ فبراير الماضي، حاول بوتين عبر محادثات هاتفية واتصالات دبلوماسية ملتوية إقناع ترامب والبيت الأبيض بأن أوكرانيا خسرت الحرب بالفعل وأن النصر الروسي مسألة وقت قصير. حتى أن القيادة الأوكرانية واجهت هذه التلاعبات مباشرة خلال المفاوضات في واشنطن بتاريخ 18 أغسطس/آب، حيث كان لا بد من الرد على المزاعم الروسية التي استُخدمت لتضليل ترامب".
وأشار إلى أن البيت الأبيض لعب دورًا مهمًا في مواجهة هذه الدعاية، حيث تلقّت كييف تحذيرات من أن ترامب سيحاول إقناع زيلينسكي بخسارة الحرب. لكن الحقائق الميدانية أثبتت عكس ذلك: "لقد تمكن الرئيس الأوكراني من إبراز أن روسيا، خلال ألف يوم من الحرب، لم تتقدم بأكثر من 1% من الأراضي الأوكرانية، ما ينسف الدعاية الروسية من أساسها".
المصدر: أوكرانيا بالعربية
