فايننشال تايمز: أوكرانيا وروسيا تجريان محادثات لوقف الضربات على محطات الطاقة بوساطة قطرية
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" في 29 تشرين الأول/ أكتوبر نقلاً عن مصادر مطلعة بأن أوكرانيا وروسيا تجريان محادثات أولية بشأن إنهاء الضربات على البنية التحتية للطاقة في كل منهما.
وبحسب مصادر الصحيفة، ومن بينهم مسؤولون أوكرانيون، تسعى كييف إلى استئناف المفاوضات بوساطة قطر، والتي كانت على وشك التوصل إلى اتفاق في آب/ أغسطس الماضي، لكنها انهارت بسبب الغزو الأوكراني لمنطقة كورسك.
وقال أحد الدبلوماسيين إن "هناك محادثات أولية للغاية حول التعافي المحتمل، والمفاوضات جارية الآن بشأن منشآت الطاقة".
وإذا تم التوصل إلى هذا الاتفاق، فقد يكون أهم خفض للتصعيد منذ الغزو الشامل لروسيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الشهر إن الاتفاق بشأن حماية منشآت الطاقة قد يشير إلى استعداد روسيا لمحادثات سلام أوسع نطاقا.
ووفقاً لمسؤول أوكراني كبير، فقد قامت روسيا وأوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، كجزء من الاتفاقيات التي توصلت إليها أجهزة المخابرات في كلا البلدين، بتخفيض عدد الهجمات على البنية التحتية للطاقة في كل منهما.
ومع اقتراب فصل الشتاء، تواجه أوكرانيا تحديات خطيرة بسبب الضربات الصاروخية الروسية واسعة النطاق التي دمرت ما يقرب من نصف قدرتها على توليد الطاقة.
وتعتمد البلاد حاليًا بشكل أساسي على محطات الطاقة النووية وواردات ناقلات الطاقة من الشركاء الأوروبيين.
وقد اعترفت كل من كييف وموسكو في السابق بأن إنهاء الهجمات على شبكة الكهرباء الأوكرانية ومنشآت تكرير النفط الروسية يصب في مصلحتهما المشتركة.
ولكن كما أكد مسؤول روسي كبير مشارك في المفاوضات، فمن غير المرجح أن يوافق بوتين على صفقة حتى تقوم القوات الروسية بطرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك، حيث لا تزال كييف تسيطر على حوالي 600 كيلومتر مربع من الأراضي.
وقال محاور الصحيفة: "طالما يدوس الأوكرانيون الأرض في كورسك، سيضرب بوتين بنية زيلينسكي التحتية للطاقة".
وفي الوقت نفسه، وفقاً لمسؤول أوكراني كبير، تخطط أوكرانيا لمواصلة ضرب الأهداف الروسية، بما في ذلك مصافي النفط، لإجبار روسيا على التفاوض.
وأضاف المحاور أنه بالنظر إلى الحظر المفروض على استخدام الأسلحة بعيدة المدى التي يمكن أن تضرب منشآت الطاقة والمنشآت العسكرية في روسيا، فإن كييف ليس لديها الكثير من النفوذ لإجبار الروس على التفاوض.
وأضافت الصحيفة أن غزو منطقة كورسك أدى إلى انسحاب موسكو من الجولة السابقة من المفاوضات في آب/ أغسطس، في الوقت الذي بدأ فيه المسؤولون التخطيط لعقد اجتماع مباشر في الدوحة.
وأصبحت قطر الوسيط في هذه المفاوضات التي جرت في حزيران/ يونيو الماضي بعد قمة السلام في سويسرا.
كما فشلت محاولات أخرى للتوصل إلى اتفاقات في الماضي. ووفقاً لأربعة مسؤولين أوكرانيين، توصلت كييف وموسكو، في الخريف الماضي، إلى "اتفاق ضمني" بعدم مهاجمة منشآت الطاقة التابعة لكل منهما.
ونتيجة لذلك، ووفقاً لمصدرين أوكرانيين ومصدر أمريكي، امتنعت روسيا عن شن هجمات واسعة النطاق على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في ذلك الشتاء.
وقالت المصادر إن هذا الترتيب كان من المفترض أن يمهد الطريق لاتفاق رسمي.
ومع ذلك، استأنفت كييف، في شباط/ فبراير وآذار/ مارس من هذا العام، هجمات الطائرات المسيرة على منشآت النفط الروسية، سعياً لزيادة الضغط على موسكو.
ورغم تحذيرات البيت الأبيض بضرورة وقف الضربات، واصلت كييف تنفيذها، فاعتبرتها موسكو انتهاكا للاتفاق.
ثم صعدت روسيا، فشنّت هجمات صاروخية على محطات توليد الطاقة في مختلف أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك تدمير محطة تريبيل على بعد 40 كيلومتراً من كييف.
وكجزء من الحملة الأوكرانية منذ بداية عام 2024، تم ضرب ما لا يقل عن تسعة من أصل 32 مصفاة نفط روسية رئيسية.
وقال سيرهي فاكولينكو من مركز كارنيغي الأوراسي إنه في ذروة الهجمات في أيار/ مايو تضررت 17% من منشآت تكرير النفط الروسية، لكن تم إصلاح معظمها.
وتصدر روسيا كمية صغيرة نسبيا من المنتجات البترولية، كما أن قدرتها التكريرية تضاعف استهلاكها للوقود.
وأدى رد روسيا على هجمات كييف إلى إغراق جزء كبير من أوكرانيا في ظلام مؤقت وتسبب في انقطاع 9 جيجاوات من قدرة توليد الطاقة ــ وهو نصف ما احتاجته أوكرانيا في العام الماضي للبقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء، وتبين أن كييف غير قادرة على استعادة هذه القدرات بشكل كامل.
وفي الأسبوع الماضي، قال بوتين إن روسيا مستعدة للنظر في "أي خيارات لاتفاقيات السلام على أساس الحقائق على الأرض".
وكان في السابق قد طالب أوكرانيا بالسيطرة الكاملة على مناطق خط المواجهة الأربع، التي تحتلها موسكو جزئيا فقط، فضلا عن الإلغاء الكامل للعقوبات الغربية، وتعتبر أوكرانيا هذه الشروط غير مقبولة لأي محادثات سلام محتملة.
وقال بوتين إن تركيا، التي ساعدت في التوسط في محاولة فاشلة للتفاوض على إنهاء الحرب في ربيع عام 2022، عرضت مؤخرًا مقترحات سلام جديدة رفضتها أوكرانيا على الفور.
المصدر: أوكرانيا بالعربية