دراسة أمريكية لتزويد أوكرانيا بصواريخ باتريوت تفتح آفاقًا جديدة للدعم العسكري – تحليل سياسي

خبير سياسي: بحث الولايات المتحدة مسألة تزويد أوكرانيا بصواريخ باتريوت يُعد مؤشرًا إيجابيًا على استمرار الدعم العسكري الأمريكي لكييف، رغم تعقيد الإجراءات وموازين النفوذ العالمية المتغيرة.
كييف/أوكرانيا بالعربية/ تواصل الولايات المتحدة الأمريكية دراسة خيار تزويد أوكرانيا بصواريخ "باتريوت" المتقدمة، ضمن جهودها لتعزيز قدرات كييف الدفاعية ضد الهجمات الجوية الروسية المستمرة. هذه التطورات، بحسب خبراء، تُشكّل إشارة واضحة على أن واشنطن لا تعتزم التخلي عن التزاماتها الأمنية تجاه أوكرانيا، حتى وسط تعقيدات السياسة الدولية وتغير موازين القوى.
وفي هذا السياق، أكد المرشح للعلوم السياسية، ياروسلاف تيلشون، في تصريحات لقناة "فريدوم"، أن الدعم الجوي لا يزال أولوية قصوى لأوكرانيا، خاصة في ظل التصعيد الروسي المستمر واستهداف المدن والبنية التحتية الحيوية. ولفت إلى أن "نقل أنظمة مثل باتريوت ليس قرارًا لحظيًا، بل يتطلب ترتيبات فنية ولوجستية معقدة، بالإضافة إلى توافق سياسي بين الأطراف المعنية، لا سيما بين ألمانيا والولايات المتحدة".
وأضاف تيلشون أن الجهود الأوروبية والأمريكية متواصلة لضمان توفير تلك الصواريخ، مشيرًا إلى أن الأوروبيين قد يتكفلون بشرائها، إلا أن قرار استخدامها يبقى خاضعًا للولايات المتحدة. وهذا يبرز طبيعة الشراكة عبر الأطلسي وتعقيداتها، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بأنظمة تسليح حساسة واستراتيجية.
ورأى الخبير أن إشارات الدعم من جانب الولايات المتحدة، خاصة من شخصيات مقربة من إدارة ترامب، تعد إيجابية لأوكرانيا. لكنها في الوقت نفسه تفتح باب التساؤل حول مدى التزام واشنطن بتسريع وتيرة المساعدات، في ظل الانشغال العالمي بإعادة ترتيب التحالفات ومناطق النفوذ.
وأوضح أن "البيت الأبيض لديه أدوات متعددة للضغط على روسيا، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية، إلا أن تلك الأدوات لم تُستخدم بكامل طاقتها حتى الآن". وأشار إلى أن الوضع الدولي يتسم بديناميكية غير مسبوقة، إذ تحاول قوى إقليمية وعالمية إعادة رسم توازنات جديدة على الساحة الدولية، ما قد يُعيد توجيه بوصلة أولويات الولايات المتحدة بين لحظة وأخرى.
وفي الوقت الذي يطالب فيه المسؤولون الأوكرانيون، وعلى رأسهم أندريه يرماك، بتسريع توريد أنظمة الدفاع الجوي، يظل موقف واشنطن من هذه المسألة رهن الحسابات السياسية والاستراتيجية التي تتجاوز ساحة المعركة الأوكرانية إلى سياق أوسع من التنافس الدولي.
في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها أوكرانيا، تبقى مسألة الحصول على أنظمة "باتريوت" اختبارًا حقيقيًا لمدى التزام الغرب، وتحديدًا الولايات المتحدة، بالحفاظ على ميزان الردع في أوروبا. وإذا ما تم تنفيذ هذا الدعم، فسيُحدث تغييرًا نوعيًا في قدرات أوكرانيا الدفاعية، ويرسل رسالة قوية لموسكو بأن حسابات القوة في المنطقة تتغير باستمرار.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
