بوتين يدق مسماره في نعش بريكس !!! والسعودية تُجمد عضويتها في بريكس ؟ أم تُجمد بريكس نفسه ؟ بقلم د. محمد فرج الله
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ علقت السعودية رغبتها بالانضمام لمجموعة بريكس، ومع أنه منذ بداية إعلان رغبة الرياض بعضوية هذا التجمع العام الماضي إلا أنه كان محض تساؤلات عدة، ستكشف الأيام اكثر فأكثر عن ذلك ولكن يبدو أن السعودية كانت ترغب فعلا بالمشاركة مع بريكس كمجموعة اقتصادية حصرا اقتصادية ولا شي غير ذلك، أي أنه لا توجد أي موانع أو محاذير من أن تشارك الرياض بمنصات اقتصادية لتنوع شراكاتها طالما لا يتعارض ذلك مع القانون الدولي أو مع مصالح الرياض .
ولكن !!! عندما صرح بوتين نفسه في لقاء بريكس الأخير في روسيا لهذا العام والذي تغيبت عنه السعودية، بأن هذه المجموعة ستكون نواة لنظام عالمي جديد كما يريده البعض على حد زعمه، ولكن الواقع هو على حد رغبة بوتين نفسه بالدرجة الاولى لمحاولة فك عزلته ، اصبح واضحا بان روسيا ستذهب بالمجموعة بعيدا وستحرفها عن أهدافها.
وكي لا أكرر ما هي بريكس، فقد أوضحت سابقا بحلقة حول بريكس ونشأتها وأهدافها.
ولكن الشاهد في الأمر هنا أن بريكس أثبتت فشلها في العديد من أهدافها الاقتصادية فما بالك في أهدافها الجيوسياسية ؟! وحتى في مراحل تطورها كان الأعضاء العقلانيون منهم برسلون إشارات للغرب أولا وللعالم اجمع ثانيا بانها ليست بديلا عن أحد !!
ولكن هي روسيا من أثقلت كاهل هذا الكيان الفتي بحربها على أوكرانيا وعندما أعلنت مجموعة السبع G7 رسميا دعمها لأوكرانيا بات واضحا ولو ضمنا بأن أي تكتل اقتصادي سيدعم روسيا سيكون في مواجهة السبع الكبار الداعم لأوكرانيا.
فبذلك تكون روسيا أصبحت عبئا على بريكس وبالذات بوتين نفسه وأخطائه المتكررة وطموحاته الجنونية وأحلام يقظته وبالذات حلمه بإسقاط الدولار، فقد ارتكب الخطأ الأعظم عندما استعرض ورقة كنموذج لعملة جديدة مقترحة لتكون بديلة عن الدولار الأمريكي وهنا بالذات وفي هذا التصرف تحديدا أعطى المبرر المباشر لترامب كي يعلن الحرب على بريكس
قبل أن تحقق شيئا من أهدافها !!!
وليعلن ترامب بعد أسابيع من فوزه بالانتخابات، بانه سيطالب مجموعة بريكس بتعهد بأنها لن تسعى لصك عملة بديلة عن الدولار. بل قال ترامب "الدولار العظيم" وإلا سيفرض جمارك بنسبة 100% على الدول الأعضاء وهذا سيكون كارثي على اقتصاد تلك الدول .
وهنا تتكشف الأمور بأن السعودية ذات الارتباط التاريخي الاقتصادي بأمريكا وبدول السبع الكبار والذي لا يقارن حجمه أبدا بمصالح الرياض مع دول البريكس لن تغامر من اجل هواجس بوتين، ناهيك أن تدخل في مواجهة اقتصادية أصلا مع واشنطن من اجل هذه المنصة التي اصبح عضوان منها (روسيا وإيران) مصنفين رسميا كدول راعية للإرهاب وفي عزلة اقتصادية تشتد يوما بعد يوم.
ومن لا يعلم، فالولايات المتحدة في سياستها الخارجية تعتمد على عنصرين اثنين لا ثلاث لهما لتحقيق أهدافها :
أولا: الاقتصاد عبر احتكارها للدولار كعملة دولية،
ثانيا: القوة العسكرية المتمثلة بأكثر من 1300 قاعدة عسكرية حوّل العالم
فهل هناك أكثر سذاجة من أن نعتقد بأن واشنطن ستسمح لكيان ما أو لدولة ما أن ينزع منها أحد هذين العنصرين؟
المصدر: أوكرانيا بالعربية