أوكرانيا مستعدة لمحادثات رفيعة المستوى، وروسيا تُعرقلها
صرّح النائب الأول لوزير الخارجية الأوكراني، سيرغي كيسليتسيا، بأن روسيا لا تنوي تغيير نهجها تجاه محادثات السلام. وأشار إلى أن الكرملين أرسل وفدًا إلى الجولة الجديدة من الاتصالات بين كييف وموسكو في إسطنبول، لكنه لا يملك صلاحية التفاوض على وقف إطلاق النار.
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا باجتماع كييف وموسكو على أعلى مستوى من الوفود. ومع ذلك، ورغم الرغبة المزعومة في السلام، تواصل روسيا قصف المدن الأوكرانية، والكرملين غير مستعد لإرسال أشخاص قادرين على اتخاذ القرارات إلى المحادثات، كما أشار الرئيس الأوكراني. كما ردّ رئيس الدولة على آخر انتقادات الديكتاتور بوتين بشأن عدم شرعيته المزعومة بسبب انتهاء ولايته الرئاسية.
أكد فولوديمير زيلينسكي في خطابه: "لا ينبغي إصدار إنذارات نهائية. نحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار حقيقي. نحتاج إلى نهاية حقيقية للحرب. أوكرانيا مستعدة للقاء على أعلى مستوى - هذا هو مستوى اتخاذ القرارات. أنا مستعد للقاء بأي شكل مع أصحاب القرار والصلاحيات المناسبة، وخاصةً بوتين، رغم أنه تجاوز صلاحياته الدستورية بثلاث فترات على الأقل".
في وقت سابق، أعلن بوتين عن جولة جديدة من المحادثات في إسطنبول، من المقرر أن تُعقد بعد 22 يونيو/حزيران. مع ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية بالفعل أنها لن تُغير تشكيلة الوفد ولن تُناقش مبادرات جديدة. وصرحت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، بأنه من المقرر في "الجولة الثالثة" من المحادثات في إسطنبول "تبادل التعليقات حول مذكرات الأطراف المقدمة في 28 مايو/أيار و2 يونيو/حزيران".
وأشار نائب وزير خارجية أوكرانيا إلى أن الكرملين لا يزال يفتقر إلى النية الجادة لعقد الجولة الثالثة من المحادثات. وبحسب قوله، فإن جميع تصريحات روسيا لا تهدف إلا إلى الإيحاء بعملية سلام.
وعلق سيرجي كيسليتسا قائلاً: "روسيا لا تُفاوض، بل توافق على ترتيب هذا، كما يُقال، "العمل" للإيحاء بأن العملية قد بدأت. لكن هذه العملية لا يمكن أن تكون مثمرة، لأنني، بقناعتي الراسخة، وصل الوفد الروسي إلى إسطنبول بتفويض لا يسمح له بإجراء مفاوضات جادة والبحث عن سبل لإرساء هدنة ووقف إطلاق نار مستدامين".
بدلاً من تقديم مقترحات بناءة، تُكرر القيادة الروسية مطالبها المُنذرّة بتسليم الأراضي الأوكرانية ووقف الإمدادات العسكرية إلى كييف. يُصرّح الكرملين صراحةً بأنه ينوي إضعاف أوكرانيا من أجل استسلامها الكامل.
وقال ديمتري بيسكوف، السكرتير الصحفي لبوتين: "نحن قلقون من حصول أوكرانيا على أسلحة جديدة وما إلى ذلك. الآن لدينا ميزة استراتيجية. لماذا نخسرها؟ لن نخسرها، نحن نمضي قدمًا، نحن نتقدم".
قال رئيس البرلمان الأوكراني، رسلان ستيفانشوك، إنه لا يمكن للعالم أن يضع روسيا في مكانها إلا بتضافر الجهود. وأضاف أن موسكو تسعى لتحقيق أهدافها التوسعية، مروجةً إياها على أنها مبادرات سلمية. وكلما ازداد عدد الدول التي تتفق على هذا التفاهم، زادت سرعة إحلال سلام دائم بشروط أوكرانيا.
وأكد رئيس البرلمان الأوكراني: "يحاول بوتين تحديد حدود المسموح به. وما داموا لا يوجهون له صفعة، فسيستمر فِي ذلك. ما أن يبدأوا في توجيه صفعة، وما أن يبدأوا في التحدث بلغة يفهمها، سيتوقف. وإلى أن يصل هذا الوعي إلى جميع أنحاء العالم، من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع بوتين، بل لا يمكن إلا قبول شروطه - على الأقل هكذا يراها".
وناقشت القيادة الأوكرانية تعزيز الجهود الدولية للضغط على روسيا في اجتماعٍ ناقش تشديد سياسة العقوبات. وقال زيلينسكي إن أولويات كييف هي توسيع القيود على الأسطول الظل للدولة المعتدية، وقطع سلاسل توريد الأسلحة غير القانونية إلى روسيا، ومزامنة سياسات العقوبات التي تنتهجها كييف وشركاؤها.