أوكرانيا بالعربية | تظاهرات كييف: أوكرانيا تواجه خطراً كبيراً... بقلم كولين فريمان
كييف/أوكرانيا بالعربية/اتبعت الحكومات الأوكرانية المتعاقبة استراتيجية مألوفة تقضي بملاحقة الخصوم السياسيين قضائيّاً، وسجنهم، وأحياناً تسميمهم، ولا شك أن مجموعات الدفاع عن حقوق الإنسان تغضب في حالات مماثلة، ويستاء الاتحاد الأوروبي، ولكن من المستبعد فرض عقوبات على أوكرانيا، فضلاً عن أن فلاديمير بوتين في موسكو سيكون مستعدّاً لتقديم الدعم الضروري.
من المؤسف أن المعارضة الرئيسة بحد ذاتها مفككة، خصوصا أن زعيمتها الأبرز يوليا تيموشينكو، الحسناء الشقراء من الثورة البرتقالية عام 2004، تمضي اليوم سبع سنوات في السجن بعد أن وُجِّهت إليها تهم بالفساد؛ لذلك بدل التمكن من التحاور مع قادة ذوي مصداقية، بات على يانوكوفيتش مواجهة جموع غاضبة يبدو أنها لا تأبه بالقوانين الجديدة الصارمة التي تحظر كل أشكال التظاهر المشروعة تقريباً.
الحق يُقال، لم تبذل المعارضة جهداً يُذكر لتتميز منذ الأيام الحماسية للثورة البرتقالية، عندما ساعدت التظاهرات في كييف تيموشينكو على قلب التلاعب بالانتخابات لمصلحة نظام يانوكوفيتش الموالي للكرملين. في تلك الفترة، احتلت هي وشريكها في المعارضة فيكتور يوشينكو، الذي شُوّه وجهه بسبب محاولة تسميم، غلافَي مجلتَي ايللي وتايم.
ولكن كما هي الحال مع طرق الديمقراطية المثيرة للمشاكل، لم يحقق مَن اعتُبروا مثال الفضيلة في المعارضة النجاح في الحكم، فكثرت الخلافات بينهم، مما أتاح ليانوكوفيتش الفوز مجدداً في الانتخابات بجدارة عام 2010. إذاً، ماذا سيحدث اليوم؟ تبدو خيارات يانوكوفيتش محدودة، ففي سَنّه قانوناً يفرض عقوبة سجن مدتها خمس سنوات على جريمة التظاهر أمام مبنى عام، وضع المتظاهرين أمام خيارين: إما الرضوخ أو الموت. ولقي ثلاثة منهم أخيراً حتفهم برصاص النظام. إذاً، باتت هذه المسألة مرتبطة اليوم بمن يستطيع الصمود فترة أطول. فإذا تراجع يانوكوفيتش، يخسر مصداقيته. أما إذا واصل إطلاق النار على المتظاهرين، فسيمنح أوروبا والولايات المتحدة العذر الذي يريدانه لفرض عقوبات تستهدفه هو والمقربون منه على الأرجح.
قد يتبيّن ليانوكوفيتش أن مجالس البلدات والمدن في تلك المنطقة غير مستعدة لتفريق حشود المتظاهرين خارج مبانيها، حتى إنها قد تشجعها، كذلك قد تنشق وحدات من الجيش والشرطة المحلية، رافضةً سلطة الحكومة، علماً أن هذا سيناريو يقلق اليوم يانوكوفيتش بعد أن أقال قائد القوات البرية الأوكرانية قبل أيام قليلة مع كثرة الشكوك حول ولائه. صحيح أن روسيا تستطيع نظريّاً إرسال جنود لدعمه، لكن هذا سيبقى الحل الأخير، بما أنه قد يزيد الطين بلة.
شملت أشكال المقاومة هذه حتى اليوم استهداف منازل شخصيات النظام والتحليق بطائرات من دون طيار فوق منازل الوزراء لإظهار حياة الترف التي يعيشونها، فضلاً عن أعمال محدود من التخريب، ولا نعلم كم سيتفاقم هذا الوضع، مع أن عادة يانوكوفيتش نشر أعوانه بثياب مدنية بين المتظاهرين لن يكون لها فائدة تُذكر.
كولين فريمان
رئيس المراسلية الخارجية
لصحيفة صندي تيليغراف
المصدر:ذا تيليغراف
ترجمة: الجريدة