أوكرانيا بالعربية | تيريزا ماي وتحديات الخروج من الاتحاد الأوروبي... بقلم منعم الزهيري
كييف/أوكرانيا بالعربية/بعد مارغريت تاتشر التي كانت اول امرأة تشغل منصب رئيسة وزراء بريطانيا تأتي تيريزا ماي لتعتلي هذا المنصف لتصبح ثاني امرأة تتسلم هذا المنصب بعد تاتشر.
يوم الاربعاء 13 تموز/يوليو 2016 كلفت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام وزيرة الداخلية "السابقة" تيريزا ماي رسميا بتسلم مهام منصب رئاسة الوزراء خلفاً لديفيد كاميرون، الذي سبق أن قدم الاستقالة لدى الملكة يوم الأربعاء ذاته.
وتسلمت رئيسة الوزراء الجديدة تيريزا ماي (59 عاما) مهامها بعد أن نالت تزكية من أغلبية أعضاء حزب المحافظين، حيث وصلت إلى قصر باكنغهام لنيل إذن الملكة إليزابيث الثانية بالشروع في منصبها الجديد.. بعد ان كانت تشغل منصب وزيرة الداخلية من عام 2010.
تيريزا ماي وهي من مواليد 1 تشرين الاول/أكتوبر 1956 والتي وتعد صاحبة اطول فترة استمرار في منصب وزراي في بريطانيا عندما كانت تشغل منصب وزير الداخلية في بريطانيا . ماي والتي تعد من ابرز قادة حزب المحافظين في العصر الحالي . لذلك وبعد استقالة ديفيد كاميرون من منصب رئاسة الوزراء سارعت ماي الى ترشيح نفسها لرئاسة الحزب ومن ثم لرئاسة الوزراء .
تيريزا ماي التي تتميز بهدوئها الدبلوماسي العجيب وهي التي تمتلك عقلية سياسية قوية ورصينة كانت تجول وتصول في اروقة الحكومة دون ضجيج ودون تسليط الاضواء عليها ولكنها ظهرت وبشكل قوي للاعلام و الواجهه عام 2013 في القضية المشهورة لترحيل الاسلامي المتشدد ابو قتادة والتي كانت لتيريزا ماي الدور الاكبر في ترحيله الى الاردن .
ويبقى التحدي الاكبر الذي سوف تواجهه ماي هو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولا سيما انها من المؤيدين لبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الاوروبي وكان هذا واضحاً من خلال تأيدها لكاميرون، لذلك سوف يقع على عاتقها اولا .هي محاولة لم الشمل ومعالجة التصدع داخل حزب المحافظين الذي انقسم بين مؤيد ومعارض لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ومن ثم الانتقال الى القوى السياسية الاخرى و الشارع البريطاني الذي بدا متخوفا ولدرجة كبيرة من تداعيات الخروج من الاتحاد الاوروبي.
حيث يتوجب على تيريزا ماي ان تعيد الثقة بالاقتصاد البريطاني وبالتاكيد سوف يتاثر سلباً بتداعيات الخروج ومن ثم منح الثقة للمستثمرين الاجانب وكذلك للبريطانيين انفسهم فقد صرحت بذلك ماي من خلال الاشارة الى المادة 50 من اتفاقية لشبونة والتي تبين الالية الكاملة للخروج من الاتحاد مشرة بأنها سوف لا تفعل هذه المادة قبل نهاية عام 2016 وذلك لاتاحة الفرصة والوقت الازم لكل الاطراف ودون تحميل الجميع المزيد من الخسائر .
وكذلك سوف يكون امام تيريزا مشكلة اخرى وهي كيف يكون الوضع مع الاتحاد الاوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد فهي بالتاكيد لا تتمتع بالامتيازات التي يمنحها الاتحاد الاوروبي لمواطنيه ضمن الفضاء الاوروبي من حيث حرية التنقل وكذلك من حيث التبادل التجاري الذي يعتبر عصب الاقتصاد البريطاني وبالتاكيد سوف يتاثر بالخروج من الاتحاد.
لذلك حاولت تيريزا ان تدلي بالعديد من التصريحات التي من شأينها بعث الطمئنة للمواطنين البريطانيين، فقالت ان نتائج الاستفتاء يجب أن تحترم إذا كانت النتيجة لدعاة الخروج، ولن تكون هناك محاولات للبقاء في الاتحاد أو الانضمام إليه من البوابة الخلفية، كما تعهدت أنه لن تكون هناك انتخابات عامة قبل عام 2020، أو اللجوء إلى موازنة طارئة لتغطية نفقات وخسائر قد تترتب على خروج بريطانيا من الاتحاد.
تيريزا ماي التي تتميز بوسامتها واناقتها واهتمامها وعنايتها بارتداء ملابسها وهدوئها المعهود والمعروف لدى الجميع، هل ستنجح بقيادة المرحلة القادمة في بريطانيا وتتجاوز كل التحديات التي تواجه بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الاوروبي والاعتناء بمواطنيها كما تعتني بمظهرها الجذاب .
امال البريطانين وهواجسهم متوقفة على ما ستفعله تيريزا ماي
منعم الزهيري
محامي وباحث في العلاقات الدولية
والقانون في أوكرانيا والاتحاد الاوروبي
المصدر: أوكرانيا بالعربية