أوكرانيا بالعربية | صحف عربية: مهمة تيلرسون الصعبة في موسكو.. وتجربة التعايش المصرية نموذجا لدول الشرق الأوسط
كييف/أوكرانيا بالعربية/واصلت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الخميس 13 نيسان/أبريل الجاري، بنسختيها الورقية والإلكترونية، الاهتمام بمستقبل العلاقات الروسية الأمريكية على خلفية زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى موسكو في أعقاب انتقاد موسكو لقصف واشنطن قاعدة الشعيرات في سوريا.
أما الصحف المصرية فاهتمت بإقرار البرلمان بالإجماع إعلان حالة الطوارئ بالبلاد مدة ثلاثة أشهر في أعقاب التفجيرات التي استهدفت كنيستين بمحافظتي الغربية والإسكندرية وأسفرت عن مقتل 45 مواطنا وجرح العشرات.
"الفترة الأصعب"
تحت عنوان "الفترة الأصعب"، حذرت صحيفة الرياض السعودية في افتتاحيتها من أن "مهمة تيلرسون في موسكو لن تكون سهلة ابداً، فروسيا مازالت تدافع عن النظام السوري حتى لو كان ذلك النظام يضعها في مواقف تجد نفسها من خلالها في شبه عزلة عن المجتمع الدولي".
وأضافت الرياض: "مهمة تيلرسون هي إقناع المسؤولين الروس أن يكونوا أكثر حيادية دون الإخلال بمصالحهم في سورية والمنطقة، والخيار الآخر هو البدء في مرحلة جديدة من حرب باردة لا يعلم أحد كيف من الممكن أن تكون نهايتها".
وبالمثل، لم يبد فهد الخيطان في صحيفة الغد الأردنية تفاؤلاً، إذ قال: "لا يبدو أن زيارة تيلرسون لموسكو اليوم ستساعد في تخفيف حدة التوتر بين البلدين، إذ استبق الروس الزيارة بتصريحات نارية تخفض لحد كبير من سقف التوقعات لنتائج المباحثات".
ورأى الخيطان أن "الحاصل حاليا أن التوتر بين موسكو وواشنطن بلا قيمة من الناحية السياسية، كل ما هنالك أن الأوضاع ستسوء على الأرض، وتفقد عملية جنيف زخمها، وتستمر الأزمة أمدًا أطول، فيغدو الحل السياسي أكثر تعقيدًا وصعوبة. وسيكتشف الطرفان؛ الروسي والأميركي، ولو بعد حين، أن لا جدوى من استمرار التصعيد ولا بد من العودة لطاولة المفاوضات".
"الأنظار تتجه إلى موسكو"
وفي صحيفة الدستور الأردنية أشار عريب الرنتاوي إلى أن "أنظار المتورطين بالأزمة السورية والمهتمين بمستقبل العلاقات الأمريكية الروسية، تتجه إلى موسكو اليوم، هناك والآن، ستتضح ملامح العلاقات بين القطبين في المرحلة المقبلة، ومعالم الطريق التي ستسلكها الأزمة السورية على نحو خاص".
وتوقع محمد عاكف الجمال في صحيفة البيان الإماراتية أن تتجه العلاقات بين روسيا وأمريكا "نحو المزيد من التردي، إذا قررت الولايات المتحدة اتخاذ خطوات تنفيذية للإطاحة بنظام الأسد، فالموقف الرسمي للبيت الأبيض، عاد إلى سابق عهده إبان حكم الرئيس أوباما، وعاد مصير الرئيس السوري على طاولة البحث، مع فارق هام، هو عدم تردد إدارة ترامب بالذهاب إلى ما لم تذهبه إدارة سلفه".
ومع ذلك، رأى الجمال أنه "رغم الرسائل المختلطة التي صدرت عن البيت الأبيض، فليس من المرجح أن تقوم واشنطن بالمزيد من التصعيد في وقت قريب".
فرض الطوارئ في مصر
في صحيفة المصري اليوم، أعرب حمدي رزق عن أمله في "ألا يحتاج الرئيس أبداً لتمديد [حالة الطوارئ] مجدداً، ثلاثة أشهر تكفى"، أضاف: "أرجو من الحكومة ألا تستمرئ حالة الطوارئ، الدواء فيه سم قاتل للحريات... مسؤولية جسيمة يحاسَب عليها رئيس الجمهورية".
ودعا رزقه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أن "يحدد لجهات التنفيذ حدود الطوارئ قاطعة لا لبس فيها، ومراعاة الجانب الحقوقي والإنساني ...لأن الطوارئ من غير تقييد مهلكة".
وأعرب فهمي هويدي في مقاله في الصحيفة ذاتها أن "توظف دماء الأقباط التي أريقت في توثيق عُرى اللُحمة الوطنية".
وفي صحيفة الوطن قال أحمد رفعت: "لا الرئيس ولا الحكومة ولا الوزراء ولا الشعب كله ينكر مرور مصر بظروف استثنائية، وبالتالي فلا بد من مواجهتها بإدارة استثنائية... وهنا لا نعني فرض الطوارئ على الإطلاق.. لأننا نتحدث عن إدارة المشهد كله، وليس المواجهة الأمنية أو القانونية فقط!"
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر تعتمد في مواجهتها مع المحاولات الفاشلة لإحداث انقسامات طائفية إلى إدراك الشعب المصري لحقيقة هذه المحاولات واستشهدت بتصريحات إعلامية لذوي أحد الضحايا المسلمين لاعتداءات «أحد السعف»، والذي أكد وحدة مسلمي ومسيحي الدولة، رافضا اعتبار منفذي الاعتداء ممثلين للإسلام.
وأشارت الافتتاحية إلى أن هذا التوجه التزمت به أيضا قيادات المجتمع المصري، وركزت على نموذج «بيت العائلة المصري» الذي تم تأسيسه 2011 والذي يستهدف تطوير وتوجيه الرأي العام وتحديدا فئة الشباب فيما يخص التعامل مع أتباع الدين الآخر. واستعرضت الصحيفة تفاصيل التجربة من التواصل المباشر للعلماء مع المجتمع المدني في القرى والمدن التي تشهد توترات طائفية والزيارات التي تتضمن جلسات مع الأهالي لشرح نقاط الإلتقاء بين رسالتي الإسلام والمسيحية لضمان الحفاظ على الطبيعة التعددية للمجتمع المصري.