أوكرانيا بالعربية | صفحات مضيئة لمواقف الصحافة المصرية.. وكشفها لوجه أمريكا القبيح... بقلم هيام محي الدين
كييف/أوكرانيا بالعربية/تعد الصحافة المصرية من الصحف الرائدة في الوطن العربي منذ بدايتها رغم أن المجتمع المصري ظل يعاني من ارتفاع نسبة الأمية فإنه كانت للصحف والجرائد اليومية دورا مؤثر في تشكيل الوعي العام وتوجيهه نتيجة للتأثر بالصحف والدوريات المصرية ويكتب بها جملة من رواد المجتمع المصري والعربي في مجالات الأدب والسياسة والعلوم وغيرها ويتبنون قضايا الرأي العام ويعبرون عنها ونجد أنه قبل نهايات القرن التاسع عشر كانت في مصر قرابة 200 دورية تصدر بنظام من بينهم 60 صحيفة منهم صحف واسعة الانتشار والتوزيع مثل (المؤيد – الأهرام – الاتحاد المصري – الأخبار) والأخبار القديمة التي كان يصدرها مصطفى الرفاعي والمقطم.
كما عرفت الصحف المصرية في القرن التاسع عشر السبق الصحفي والحملات الصحفية والتحقيقات والمراسلين الحربيين (محمد حسنين هيكل بدأ عمله مراسل حربي) فصارت الصحف عنصر مؤثر في الحياة السياسية في مصر ذلك الوقت مما جعلها إحدى أدوات المقاومة ضد الاحتلال البريطاني وعكست الصحف اليومية المصرية خلال تلك الفترة الصراع الدولي حول ثروات أفريفيا والسودان ومنابع النيل والسياق الاستعماري في المنطقة العربية وعندما اشتدت الأزمة بين مصر وبريطانيا أثناء الأحداث كتبت صحيفة (الأهرام) عن مسئولية أمريكا أمام العالم وبينت ما أعلنته عن سبب دخولها الحربين العالميتين واسترجعت أقوال (روزفلت) رئيس الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية؟ من مرقده واتهمتها بما تلقاه مصر من تهجم بريطانيا عليها وتعارض ذلك مع ميثاق الأمم المتحدة الذي يسند في جوهـره على التأييـد الأمريكي بينمـا الولايات المتحدة لا تتحرك وما في ذلك من نقص احترام الذات الإنسانية وتوالي (صحيفة المصري) حملتها على الولايات المتحدة فتبين أنه ليس حق عتابها لأن العلاقات التي تربط بريطانيا بها تقتصر على العلاقة بين دولة مجاهدة ودولة استعمارية أو مكسبة لصفة الاستعمار وتتبع مواقفها منذ نهاية الحرب وقت إلغاء المعاهدة وكيف أعلنت دوائرها الرسمية أنها مستعدة لإمداد بريطانيا بالمواد الحربية إذا اقتضت الظروف وتستهزأ الصحيفة بها مشيرة إلى أنها خلعت رداء الحرية الذي لبسته زمن وخيلت للناس لكثرة ما حلته به من الوشى والزخرفة أنها صادقة في دعواها للديمقراطية مخلصة في مشاركتها للشعوب المتطلعة للاستقلال ولبست جلد الاسد البريطاني الهزيل وإعارته أنيابها القوية ومكنته من أكل الحقوق والتهام الحريات وإن غشاء يغطي كل أنصار محسني الظن وكفروا بدعواتهم في الحرية والمساواة.
وصور السفير البرطاني (كيلرن) للندن ما حملته الصحف من خلال هذه المقالات على الولايات المتحدة لموقفها المعادي للحكومة خاصة فيما يتعلق بالتصرفات البريطانية في منطقة القناة ثم يصف تلك الصحف بالبذاءة وبعد ذلك قد أثبت الواقع تخطيط الولايات المتحدة في سحب البساط تدريجيا من تحت أقدام الإنجليز واستغلالها الأحداث لتحقيق مصلحتها أو تنفيذ سياستها وهكذا يتضح الموقف والأسلوب الذي تتبعه الولايات المتحدة وقد أوشك أن ينقطع الخيط الرفيع الذي أمسكت به الصحف المؤيدة.
وإذا كانت السمة البارزة للصحافة قد احتضنت الطابع المعادي للولايات المتحدة ومعسكراتها فيما يختص بمواقفها مع روسيا ومعسكرها خاصة مع وجود تنظيمات تنتنمي إلى الشيوعية؟
ويشكو لسفير البريطاني للندن (الصحافة الوفدية) وأن عزيز فهمي ومحمد مندور قد اشادا بالوفد المصري بالاتحاد السوفيتي وبين أنها تحارب التسلط الاستعماري في دول الشرق الأوسط.
ويصف (كيلرن) أن تلك الصحافة بدأت تلعب بالكارت الروسي وتوحي بأن السياسة الروسية في جانب دول البحر المتوسط لتحقيق الأماني وعندما وقعت أحداث 21 فبراير 1946 كتبت الصحف الروسية عنهـا ونقلت وكالـة (تاس) ما نشرته الصحافة المصرية بصددها ويبلغ السفير البريطاني في موسكو للحكومة البريطانية اتجاه الصحافة المصرية ويسجل في نفس الوقت أن بعض الصحف والمجلات المصرية مثل صحيفة (مصر الفتاة) وأخر ساعة والمصور وروزاليوسف على ما نشرته بشأن ضرورة إجراء الاحتياطات للدفاع ضد روسيا في الشرق الأوسط لإمكانية محاربتها لبريطانيا وأنها لديها ستمائة عميل بمصر يقومون بعمليات التخريب وأن أول قنبلة ذرية ستلقى على مصر وراحت بريطانيا تحارب من أجل تشويه الصحافة والأقلام ذات النزعات الاشتراكية وعكست الصحافة أكثر من اتجاه للتصدي للولايات المتحدة وهذا يثبت أن الولايات المتحدة مازالت تسير على نفس النمط وخطوط السياسة التي وضعتها في نهاية الحرب العالمية الثانية لتصل في طريقها إلى السيطرة المنفردة على العالم.
هيام فوزى محى الدين
كاتبة و صحفية وإعلامية مصرية
رئيسة تحرير جريدة شبكة أخبار المشاهد المصرى الإلكترونية
المصدر: أوكرانيا بالعربية