أوكرانيا بالعربية | روبرت فيسك .. إخوانياً !!... بقلم حسن زايد

روبرت فيسك الصحفي البريطاني علي ما يتمتع به من سمعة تملأ الآفاق في المهنية والحرفية في الأداء الصحفي ، تحول مؤخرأ إلي صحفي إخواني لا يري إلا بعين واحدة هي عين الإخوان . ورغم ما اشتهر عنه من عدم ممارسة الصحافة من المكاتب المكيفة ،وإنما يقوم بممارستها ميدانياً حتي يكون في حضن الأحداث . إلا أنه في الأونة الأخيرة ـ ورغم وجوده ميدانياً في موقع الأحداث ـ لا يراها إلا بعيون قناة

كييف/أوكرانيا بالعربية/روبرت فيسك الصحفي البريطاني علي ما يتمتع به من سمعة تملأ الآفاق في المهنية والحرفية في الأداء الصحفي ، تحول مؤخرأ إلي صحفي إخواني لا يري إلا بعين واحدة هي عين الإخوان . ورغم ما اشتهر عنه من عدم ممارسة الصحافة من المكاتب المكيفة، وإنما يقوم بممارستها ميدانياً حتي يكون في حضن الأحداث. إلا أنه في الأونة الأخيرة ـ ورغم وجوده ميدانياً في موقع الأحداث ـ لا يراها إلا بعيون قناة الجزيرة مباشر مصر.

والمتابع لمقالاته عن مصر في الأونة الأخيرة لن يمكنه التفرقه بينها وبين ما يكتبه الإخوان أو ما يرددونه من أضاليل وأوهام . فهو مصر علي وصف ما جري في مصر يوم 30 يونيو بالإنقلاب العسكري ، ويردد هذه النغمة البائسة في كل مقالاته ، مع أنه لو أجهد نفسه قليلاً ، وفتح "قاموس اوكسفورد الموجز لعلم الاجتماع»، للوقوف على تعريف الانقلاب العسكرى سيجد انه «استيلاء عنيف وفورى على سلطة الدولة بواسطة القوات المسلحة غالبا، بما ينطوى عليه ذلك من كونه غير ديمقراطى وغير دستورى " . ولو فتح  القسم المختصر من الموسوعة البريطانية  لوجد أنه يعرف الانقلاب العسكرى بأنه «الإطاحة الفجائية بحكومة قائمة من جانب فرد أو مجموعة صغيرة، عادة بواسطة عنف محدود وأحيانا بلا عنف على الاطلاق " . إذن فالإنقلاب العسكري يحدث بشكل مفاجيء وفوري،  يسارع الجيش فيه إلى تولى السلطة ويصبح الضابط الأبرز فى القوة العسكرية هو الرئيس دون اعتبار لإختيارات الجماهير .

وما حدث في مصر لا يتماثل مع أي مشهد انقلابي في العالم لأن ما حدث في مصر ثورة وليس انقلاباً ، فالثورة يقودها الشعب ويتبعه الجيش ، أما الإنقلاب فيقوده الجيش ويتبعه الشعب . والثورة تستهدف تحرير الناس من نظام قائم ، أما الإنقلاب فيستهدف حكم الناس بدلاً من النظام القائم .

والسلطه الشرعيه لا يمكن انتزاعها الا بالطريق الشرعي او بالمشروعيه الجماهيريه وهي الثوره الشعبيه . وهذا ما حدث في مصر ، وحين طالب الشعب المصري الجيش بالتدخل فلحماية المشروعية الشعبية . أما الإبقاء علي حكم الإخوان الشرعي المستند في سلطته لحكم القانون والدستور مع فقدانه المشروعية المنطوية علي الرضا الشعبي فهو اغتصاب للسلطة لا يتأتي إلا مع قوات الإحتلال أو الإنقلابات العسكرية . وللدلالة علي فقدان الحيادية في التحليل استمع إلي فيسك وهو يقول : " هل هذا التكتم العالمى السافر فقط لأن الملايين من الشعب المصرى طالبوا بمثل هذا الانقلاب!" .

فهو قد أطلق علي السكوت العالمي السافر لفظ تكتم ، وكأنها مؤامرة كونية ضد نظام حكم الإخوان . ثم يندهش من علة هذا التكتم بتساؤله " فقط لأن الملايين من الشعب المصري طالبوا بمثل هذا الإنقلاب " . لا ياسيد فيسك لأن هذه الملايين أفقدت السلطة القائمة مشروعيتها ، فضلاً عما يسمي لدي علماء الإجتماع السياسي بالكتلة الحرجة التي لو خرجت علي نظام ما من أنظمة الحكم  فهي ثورة ، ومحددة بنسبة 10% من عدد السكان . 

وفي إطار تفسيره لحالة التكتم التي أصابت العالم يقول : "هل هذا التكتم نابع من مخاوف إدارة "أوباما" من أن الانقلاب سيجبر الولايات المتحدة الأمريكية على فرض عقوبات على الدولة المصرية الأكثر أهمية فى العالم العربى، وهو الأمر الذى قد يؤثر على السلام مع إسرائيل الحليف الأقوى لواشنطن بالمنطقة، أم لأن الرجال الذين دبروا هذا الانقلاب ربما يفقدوا المعونة الأمريكية إذا اعترفوا بأنهم قاموا بانقلاب". وكأن أوباما قد سكت هو والإتحاد الأوروبي ، ولم يقم ممثلوهم بزيارات متتالية لمصر بقصد الضغط والتهديد والوعيد ، وما قام به جون ماكين وصحبه في زيارتهما وفي اعقابها . وهل لا يمثل قطع المعونات أو تجميدها عقوبات جري توقيعها علي شعب رفض نظام حكمه ؟ . وهل بلغت السذاجة بقيادة الجيش حد الاعتراف بالقيام بعمل لم يقوموا به ؟ . يا سيد فيسك ما أخرس الجميع ـ إن كانوا قد أصابهم الخرس ـ أن ما حدث ليس انقلاباً ، وإنما ثورة شعبية الوقوف منها موقفاً عدائياً يمثل معاداة لشعب مصر، وأمريكا والغرب نتيجة تحالفاتهم الخفية مع الإخوان لم يرغبوا في الاعتراف بها آملين عودة الإخوان الي الحكم باعتبارهم الأنسب لتحقيق مخطط تفتيت الشرق الاوسط .

ولم يتسن لهم توصيف ما حدث باعتباره انقلاباً عسكرياً لأن توصيفه علي هذا النحو يتصادم مع موروثهم الفكري والسياسي عن الانقلابات العسكرية . ولا يخفي ما تنطوي عليه لغة السيد فيسك من تحريض أمريكا والغرب علي الدولة المصرية لتصب في ذات الاتجاه الاخواني ، وتأثيره في هذا الإتجاه أشد . وهنا يضطر فيسك إلي الإعتراف بأن محمد مرسي قد ارتكب أخطاء منها أنه عامل : "أعضاء جماعته على أنهم سادة للشعب المصرى بدلا من كونهم خادمين للشعب فى مناصبهم الحكومية، لم يبدِ أى اهتمام بالأقليات المسيحية بالبلاد ومن ثم غضب الجيش كثيرا عندما حضر الرئيس اجتماعا دعا إلى الجهاد فى سوريا لقتل الشيعة وإسقاط نظام "الأسد". وكأن السبب في وقوف الجيش إلي جانب الإرادة الشعبية هو غضبه من مرسي لدعوته للجهاد ضد سوريا . وهذا كلام لا يخفي تهافته . وينهي السيد فيسك مقاله بقوله أن مرسي فقد أغلبيته الشعبية ولكن ذلك ليس مدعاة لإسقاطه ، وإلا لسقط  معظم رؤساء الدول الغربية الذين تنخفض شعبيتهم  في استطلاعات الرأي . وهذا يعد قياساً فاسداً بلا شك لأن انخفاض الشعبية في استطلاعات الرأي بخلاف فقدها في الشارع وخروجها عليه والمطالبه باسقاطه .

وكون محمد مرسي قد حصل علي أصوات تفوق ما حصل عليه جورج دبليو بوش في الإنتخابات الرئاسية لا يعطيه مشروعية الإستمرار في الحكم رغم أنف الشعب المصري يا سيد فيسك .


حسن زايد

كاتب عربي


المصدر: أوكرانيا بالعربية

Поделиться публикацией:
Главные новости
Политика
МУС выдал ордер на арест Нетаньяху
Ближний восток
ЮНИСЕФ: Более 200 детей погибли в Ливане за последние два месяца
Разное
Иран отказался от закупок систем ПВО в России
Ищите нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.