أوكرانيا بالعربية | مـصــر وخـيــوط الـعـنـكـبـوت... بقلم حسن زايد
13.08.2014 - 00:00
ليس هناك ما يدعو إلي الإنزعاج من التقرير الذي صدر عن المنظمة الدولية لحقوق الإنسان " هيومن رايتس ووتش " والمعنون بـ : " مذبحة رابعة وعمليات القتل الجماعي للمتظاهرين في مصر " . ودواعي عدم الإنزعاج ليس فقط لأن تلك المنظمة عوراء ، والتقارير الصادرة عنها تقارير مسيسة تخدم أهداف الدول الكبري ، وأن الدول الكبري وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية هي في الأصل والمنتهي دولاً استعمارية ، لا تحتل الأوطان وتستنزف خيراتها علي نحو ما كان يفعل الإستعمار التقليدي ، وإنما تحتل العقول والجيوب علي نحو يدفع بالأوطان إلي التبعية المطلقة لها ، فتعظِّم بذلك العائد دون تكلفة عالية.
كييف/أوكرانيا بالعربية/ليس هناك ما يدعو إلي الإنزعاج من التقرير الذي صدر عن المنظمة الدولية لحقوق الإنسان " هيومن رايتس ووتش " والمعنون بـ : " مذبحة رابعة وعمليات القتل الجماعي للمتظاهرين في مصر " . ودواعي عدم الإنزعاج ليس فقط لأن تلك المنظمة عوراء ، والتقارير الصادرة عنها تقارير مسيسة تخدم أهداف الدول الكبري ، وأن الدول الكبري وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية هي في الأصل والمنتهي دولاً استعمارية ، لا تحتل الأوطان وتستنزف خيراتها علي نحو ما كان يفعل الإستعمار التقليدي ، وإنما تحتل العقول والجيوب علي نحو يدفع بالأوطان إلي التبعية المطلقة لها ، فتعظِّم بذلك العائد دون تكلفة عالية.
وإنما عدم الإنزعاج مرده أنه لا علاقة حقاً بين هذه المنظمات والدول الراعية لها والتقارير الصادرة عنها بحقوق الإنسان . والأدلة علي ذلك تستعصي علي الحصر ، إذ أنه لو كان الأمر متعلقاً بحقوق الإتسان لأصدرت المنظمة تقاريرها بشأن ما فعله الأمريكان في أفغانستان ، وما فعلوه بالعراق ، وليبيا ، وسوريا ، والسودان . وما تفعله اسرائيل في شعب فلسطين منذ أن نزعوه من وطنه ، وزرعوا اليهود الصهاينة محله .
إذن فالقصة ليست قصة حقوق إنسان ولا غيره ، وإنما تمثل تلك المنظمات أذرع لدول استعمارية تنغرز في جسد المجتمعات خارج إطار القانون ، تحت دعاوي وعناوين براقة من الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ، وما جعلت هذه الدعاوي والعناوين براقة إلا لجذب الشعوب المستضعفة ، وقتل أي نزعة مقاومة لهذه الأفكار ، من باب غسل العقول والتلاعب بها . فلو كان الأمر متعلقاً بحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية لتوحدت المعايير وأساليب القياس التي تنبني عليها هذه التقارير في مواجهة كافة الدول ، وكافة صور الإنتهاك لحقوق الإنسان ، وتوحدت العقوبات المقررة لكل انتهاك في مواجهة الجميع .
أما إزدواجية المعايير ، وتعدد المكاييل بتعدد المواقف السياسية ، ووقوف هذه المنظمات علي أرض ذات رمال متحركة يفقدها المصداقية والمهنية والمشروعية التي تجعل من توصياتها فرمانات سياسية صادرة علي نحو مسبق من الدول الممولة لها . ومنظمات هذا شأنها لابد أن تتخذ منها المجتمعات والدول موقفاً يتقاطع مع مواقفها من الطابور الخامس الذي يستهدف تخريب المجتمعات قبل شن الهجوم النهائي عليها . ولا أدل علي ذلك من موقف هذه المنظمة المشبوهة المدعوة : " هيومن رايتس ووتش " من فض اعتصام رابعة العدوية ، وموقفها من العدوان الإسرائيلي علي غزة .
وبمقارنة بسيطة بين الموقفين يتضح مدي فحش الفضيحة الأخلاقية التي ينطوي عليها تقريرها عن مصر . ففي مواجهة المجازر الإسرائيلية للفلسطينين شعرت هذه المنظمة بالأسف ، ودعت اسرائيل إلي الكف عن ضرب المدنيين ، ودعت الجماعات الفلسطينية المسلحة إلى وقف الهجمات الصاروخية العشوائية على المراكز السكنية الإسرائيلية . أما في رابعة فقد رأت المنظمة أن قوات الشرطة والجيش ، قد قامت علي نحو عمدي وممنهج ، باستخدام القوة المميتة والمفرطة في عمليات حفظ الأمن ، وقد خلصت المنظمة في تقريرها إلي أن عمليات القتل لم تشكل فقط انتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان فحسب ، بل إنها ترقي علي الأرجح إلي مصاف الجرائم ضد الإنسانية .
الغريب في الأمر أنها تزعم إعتمادها علي شهادات لشهود عيان ، وأدلة مادية ، ومقاطع فيديو في إعداد تقريرها . وكلنا نعلم في مصر هنا أنه قبيل فض الإعتصام تمت دعوة وسائل الإعلام لحضور هذا الفض ، وكان تجري وقائعه علي الهواء مباشرة ، وهناك من مقاطع الفيديو ما يدل دلالة واضحة علي أن تلك البؤرة الإخوانية في قلب العاصمة كانت مسلحة ، وأن أول من قتل في هذا الفض هو الضابط الذي كان ينادي بخروج المعتصمين علي نحو آمن ، وقد جري فضح دور الجزيرة في تمثيل مشاهد تصور الأحداث علي خلاف الحقيقة ، ومواقع النت متخمة بهذه المشاهد التي تصور أحياء يتحركون داخل أجفانهم ، وآخر يركل من يفحصة باعتباره ميتاً ، وصور نقل الموتي من مكان إلي مكان وقد غطت أجسادهم بالثلوج ، بخلاف وقائع التعذيب ، والتهديدات الصادرة من علي المنصة وغير ذلك مما لا يتسع المجال لذكره ، وليس هنا محل تفصيله .
وقد تبنت المنظمة بحكم حَوَلها وجهة نظر أحادية في إصدار أحكامها ، لا لعدم توافر مصادر أخري ، وإنما بقصد سَوْق التقرير في الإتجاه المستهدف . وهذا هو بيت القصيد وليس حقوق الإنسان ، فقد عمد التقرير إلي تحديد المسئولين الأمنيين والقادة المحوريين الأرفع رتبة في سلسلة القيادة الذين ينبغي التحقيق معهم ، ومحاسبتهم فردياً حيثما توافرت الأدلة علي مسئوليتهم ، عن تنفيذ وتخطيط عمليات القتل الممنهج وواسع النطاق للمتظاهرين ، أو الإخفاق في منعها . وهنا يتبادر إلي الذهن تساؤل حول الجهة المنوط بها التحقيق والمحاسبة ، بالقطع لن تكون هذه الجهة مصرية ، وإنما جهات أجنبية حددها التقرير ، حيث ذكر المنتديات الدولية ، كما ذكر المحاكم الداخلية في العديد من البلدان بموجب مبدأ الإختصاص القضائي العالمي ، وبذلك ينجح الإخوان بموجب هذا التقرير الذي ينطوي في كل صفحة من صفحاته علي إشارة رابعة العدوية فيما لم ينجحوا فيه أمام الجنائية الدولية .
والهدف بلا مواربة كسر الإرادة المصرية التي تحاول الخروج من العباءة التي فرضت عليها خياراتها طوال عقود طويلة ، ونفاذ مخطط الفوضي الخلاقة ، وإعادة رسم خريطة المنطقة ولكن بطريقة أخري . ونذكر في هذا الصدد مخططات الإجهاض التي مورست ضد محمد علي ، وجمال عبد الناصر ، وأخيراً عبد الفتاح السيسي . ولابد أن ننتبه إلي أن أوهن البيوت هو بيت العنكبوت ما لم تلتف خيوطه حول عنق الفريسة ، ولم نمكنه من امتصاص دماء الضحية .
حسن زايد
Читать все новости
حسن زايد
كاتب مصري ومدير عام
المصدر: أوكرانيا بالعربية
Главные новости
МУС выдал ордер на арест Нетаньяху
ЮНИСЕФ: Более 200 детей погибли в Ливане за последние два месяца
Иран отказался от закупок систем ПВО в России
Ищите нас на Facebook
Ищите нас на Twitter
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.