أوكرانيا بالعربية | مشروع القاهرة2050 2052 رايح جاى... بقلم هشام عبده
كييف/أوكرانيا بالعربية/الرئيس السيسي وفقا لتصريحاته السابقة يريد الحصول على أكثر من تريليون جنيه لتنفيذ مشروعه لتنمية مصر حسب رؤيته، وقال أنه يريد مضاعفة الناتج القومي الإجمالي السنوي من 1.3 تريليون جنيه إلى 2.6 تريليون جنيه خلال عامين أوثلاثة من خلال بيع الأراضي بالصحراء الغربية والمناجم والمحاجر والجبال الغنية بالمعادن دفعة واحدة وهذه تعتبر أكبر عملية بيع للأراضي المصرية منذ عهد الفراعنة. و هذا المبلغ الكبير لن يتحقق بالسرعة التى يرجوها سيادته بفتح باب الاستثمار والذى غالبا سيكون ببيع قلب القاهرة للأجانب ونقل العاصمة السياسية والإدارية والحكومة والسفارات من وسط القاهرة إلى منطقة العين السخنة بعد مد محافظة القاهرة شرقا حتى خليج السويس .
هذا المشروع يعيد تقسيم كامل للدولة من حدود القاهرة الحالية وحتى العين السخنة ويوزعها على السفارات الأجنبية ووزارات الحكومة "بعد إعادة هيكلتها وتوزيعها على المحافظات" ، وطبعا فى ظل غياب رأس المال الوطني لن يكونهناك حل لسد العجز إلا ان تباع الأراضي لرجال اعمال مصريين وللشركات الأجنبية والمستثمرين الأجانب أصحاب المصلحة في السيطرة على هذه المنطقة لوقف الزحف السكاني إليها وهذا المشروع يهدف إلى وقف التمدد السكاني للقاهرة الكبرى شرقا، مع وضع حزام أخضر وتخطيط هندسي جديد وإخلاء وسط القاهرة وتحويلها إلى متحف عالمي، وإزالة الأحياء الشعبية "العشوائية" ونقل الكثافة السكانية إلى غرب النيل "بدأت بإنشاء مدينة 6 أكتوبر وستكتمل بمشروع ممر التنمية الخاص بالدكتور فاروق الباز .
ولايجاد مبررا مقنعا يقدمه "السيسى" للمصريين لبيع ممتلكات الدولة من مباني وعقارات بالقاهرة الكبرى لبناء مقار الحكومة الجديدة، يربط الموضوع بالتخطيط العمرانى والكثافة السكانية ،ففي مشروعه فصل الواحات كامتداد لـ 6 أكتوبر وضمها إلى الجزء الشمالي من محافظة الوادي الجديد وإنشاء محافظة جديدة باسم الواحات، لوقف حركة الانتشار السكاني المتسارع في أكتوبر ومنعه من الامتداد إلى قلب الصحراء الغربية ( التدفق الحالي معناه وصول المد السكاني إلى قلب الوادي الجديد خلال 10 سنوات بشكل طبيعي) لتظل الصحراء خالية من السكان لتهيئتها لتكون امتدادا لدولة وادي النطرون المسيحية التى يتم التحضيرلها من الان بعد ان يلجأ اليها المسيحين للحماية نتيجة زيادة الاعمال الارهابية ضدهم .
كل ماسبق من مبررات ،ورد في تخطيط "القاهرة2050" الخاص بـ جمال بك مبارك وحاشيته ،حينما كلف لجنة حكومية بها خبراء من الآثار والثقافة لحصر المباني والعقارات الأثرية بالقاهرة الكبرى، الخديوية والإسلامية والمسيحية، لتحديد المباني الأخرى التي سيتم بيعها، وحسب مخطط القاهرة 2050 رسمت وزارة الإسكان شكلا مختلفا الى حدا ما ،للقاهرة حيث يتم الاستحواذ علي هضبة الدويقة ومنشية ناصر وإلقاء فقرائها خارج العاصمة، وينتهي مشهد مقابر القاهرة من مدينة نصر "أول طريق الأوتوستراد وحتي منطقة البساتين خلال 5 سنوات مقبلة، ليجري نقل جثث الموتي إلي طريق القاهرة العين السخنة ،مع رسم سيناريو استغلال الميزة الاقتصادية لمناطق هامة في القاهرة الكبري بهدف إعادة صياغة شخصية الإقليم المتسع نظريا ليضم 5 محافظات بعد إعادة تقسيم محافظاته الثلاث الأساسية "القاهرة والجيزة والقليبوبية" لتظهر محافظتا 6 أكتوبر وحلوان وتعتبر صحاريها المترامية جزءا من الإقليم، بحيث لا مانع من إلقاء الفقراء والمرضي والموتي داخل الصحراء إرضاء لمستثمر أو رجل أعمال.
وكانت أيضا النية تتجه لتستغل كافة الأراضي المملوكة للشعب سواء كانت في صورة مستشفيات أو شركات قطاع عام فشلت الحكومة في بيعها سابقا، للبيع لحساب شركات أجنبية ورجال أعمال مقربين للسلطة بغرض استغلالها في أنشطة تجارية وسياحية، ليحل محل الأحياء والأموات والمرضي وماكينات المصانع والشركات ملاهي وفنادق ومساحات خضراء تخدمها، وتتحول هضبة المقطم إلي منتجعات يحيا فيها الأثرياء داخل فيلات ويخدمهم الفقراء القاطنين في عقارات المنح سيئة السمعة، أما المرضي فالمخطط سيلقي بهم إلي مجمعات ومراكز ومدن طبية ينتظر ظهورها خلال سنوات.
فمشروع جمال مبارك كان يخطط أولا لتسليم قلب القاهرة لمنشؤها فى الاصل او بالادق للمستعمرين القدامى من الأجانب وإعادة الوضع إلى ما كان عليه أيام الاحتلال الانجليزي وتمكينهم من كورنيش النيل، ثم الشروع في بناء عاصمة جديدة غرب النيل بين المنيا وأسيوط والواحات فيما بعد، لكن يبدو أن مشروع السيسي يريد تنفيذ فكرة العاصمة أولا ولكن بتغيير مكانها إلى العين السخنة ثم تفكيك القاهرة وخلخلتها وبيع ما تم تحديده من قبل في مشروع جمال مبارك.
ولم يحدث تغير في باقي السيناريو سوى الاعتماد على مشروع فاروق الباز لنقل الكثافة السكانية إلى غرب النيل، وممر التنمية فكرة قد تبدو جيدة من حيث الشكل، لكن المكان المختار عليه عدة ملاحظات، أهمها أنه يمتص الكثافة السكانية ويركزها غرب النيل، ويساهم في الإبقاء على الصحراء الشرقية بدون سكان، وهذا لا يخدم سوى ابناء عمهم "الصهاينة" .
مشروع جمال مبارك هو هو مشروع السيسى ونفس التصور الشامل لقاهرة جديدة عام2050 بلا حكومة وبلا أحياء شعبية، يملكها ويديرها رجال الأعمال ولكن تم تعديل الاسم ليصبح "القاهرة 2052" .
ما اريد تأكيده هو أن العصابة التي وضعت مخطط مشروع جمال مبارك هي نفس العصابة اللي وضعت مشروع السيسي، لكن يبدو أن هناك ثمة تغيير في ترتيب المراحل.
ومن العجيب أن الماكينة تعمل دون توقف دون انتظار التنفيذ الرسمي للمشروع، فأثناء المناقشات حول المشروع منذ سنوات بدأ المستثمرون الأجانب وواجهاتهم ووكلاؤهم يشترون المباني القديمة بوسط القاهرة، بعضها من هيئات حكومية، وزحفوا على بعض الأحياء مثل بولاق أبو العلا .
مشروع جمال مبارك ومن وراءه الرئيس السيسي لبيع الأراضي وممتلكات الدولة يأتي كمرحلة متقدمة لتنفيذ مخطط وضعته دوائر استعمارية وطائفية من سنين لتفكيك السلطة المركزية المصرية بتجريد الدولة المصرية من ممتلكاتها لشل قدرتها على قيادة التنمية وإدارة الاقتصاد، بنقل ممتلكات الحكومة إلى مجموعات من اللصوص المصريين والأجانب لتسليم البلاد للسيطرة الخارجية .
أظن أن البعض قد يسخر من مثل هذا الكلام ولن نستيقظ الا عندما نراه على أرض الواقع كحال رفع الدعم وعندها نبكي على اللبن المسكوب !!
هشام عبده
كاتب عربي مصري
المصدر: أوكرانيا بالعربية