أوكرانيا بالعربية | مؤتمر جنيف يترنح.. والمعلم لن يتحمل مسؤولية الانسحاب.. ومحصلة التحالف لتصفية الاسلاميين... بقلم عبد الباري عطوان
كييف/اوكرانيا بالعربية/نستغرب استمرار وفدي السلطة والمعارضة في التفاوض حتى الآن في جنيف رغم الفجوة الواسعة في مواقف الطرفين، وعدم التوصل الى نقطة اتفاق واحدة، سواء حول القضايا الانسانية السهلة او السياسية الاكثر تعقيدا.
الوفد الرسمي السوري مرتاح للتواجد في جنيف، والبقاء تحت الاضواء، واستغلال الفرصتين، الاعلامية والسياسية، المتاحة له لطرح وجهة نظره، واللقاء بأجهزة الاعلام الدولية، ولاول مرة، بعد ان كانت هذه الاجهزة متاحة بالكامل، ودون منافسة للمتحدثين المعارضين، ومن الائتلاف الوطني على وجه الخصوص.
السيد وليد المعلم تعامل مع وفد الائتلاف الوطني بازدراء كامل، فلم يشارك مطلقا في جولات الحوار المباشر، ولم يجلس معه في غرفة واحدة، وترك هذه المهمة لمن هم اقل اهمية من اعضاء الوفد، وكأنه يقول لهم لسنا على مستوى واحد، وانتم لا تتمتعون بأي صفة تمثيلية على الارض السورية.
السيد الاخضر الابراهيمي الذي يدير هذه المفاوضات وجد نفسه في موقع صعب للغاية، ليس فقط لان الهوة واسعة جدا مثلما اعترف في مؤتمره الصحافي الاثنين، والاخطر من ذلك انها تزداد اتساعا، وانما ايضا لانه ارتكب خطأ كبيرا في اعتقادي الشخصي عندما انتقل بسرعة الى القضية السياسية الاهم والاعقد، وهي نقل السلطة.
وفد النظام يتعمد احراج خصمه المقابل، من خلال محاولة جره الى قضايا سياسية، خارج اطار بنود جنيف الاول، مثل التركيز على الصلاحيات المقدمة له فيما يتعلق بقضايا وقف اطلاق النار وايصال المساعدات الانسانية للمحاصرين في مدينة حمص وغيرها، والتقدم باعلان مبادئ تحكم سير المفاوضات، ينص على قضايا غير خلافية واساسية في نظرها، مثل رفض التدخل الخارجي، ومكافحة الارهاب، والحفاظ على مؤسسات الدولة، والاقرار بوحدة سورية وسلامة اراضيها، واسترجاع الاراضي المغتصبة كافة.
لا نبالغ اذا قلنا ان مؤتمر جنيف 2، او الجولة الاولى منه انتهت الى الفشل، ولا نعرف ما اذا ستكون هناك جولات اخرى ام لا، لكن ما نعرفه، بل وشبه متأكدين منه، ان اللقاءات التي من المتوقع ان تبدأ غدا ستدور في الدائرة المفرغة نفسها.
النقطة الايجابية الابرز الي يمكن التوقف عندها في المؤتمر بعد ما يقرب اسبوع من انعقاده، تتمثل في بدء العملية التفاوضية، وكسر الحاجز النفسي بين الجانبين، وجلوسهما وجها لوجه، ولكن السؤال الاهم هو كم ستطول هذه العملية بضعة اشهر، بضعة سنوات؟ الله اعلم.
السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هو متى سيتم الوصول الى هذا التحالف، وهل سيكون السيد احمد الجربا رئيسا لوفد المعارضة السورية في اللقاء المقبل؟ نشك في ذلك؟
عبد الباري عطوان
رئيس تحرير القدس العربي سابقا
رئيس تحرير ومؤسس صحيفة "راي اليوم" الالكترونية
محلل سياسي وكاتب عربي
المصدر: أوكرانيا بالعربية