أوكرانيا بالعربية | ماذا يحدث في السياسة الأوكرانية؟

استقالة ياتسينيوك و تشكيل ائتلاف ثنائي يجعلان الإصلاح الدستوري مستحيلاً في أوكرانيا، ويؤخران الكثير من الإصلاحات الأخرى

كييف/أوكرانيا بالعربية/بعد سلسلة طويلة من الفضائح السياسية، أعلن رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك في العاشر من أبريل نيته في الاستقالة

إلا أن استقالة ياتسينيوك و تشكيل ائتلاف ثنائي يجعلان الإصلاح الدستوري مستحيلاً في أوكرانيا، ويؤخران الكثير من الإصلاحات الأخرى

منذ السادس عشر من فبراير، حين أخفق حكم بوروشينكو وياتسينيوك الثنائي في التوصل إلى اتفاق وتأليف حكومة مستقرة للأشهر الستة المقبلة، صار إنشاء ائتلاف جديد وتشكيل حكومة أخرى ضرورة لا مفر منهما، لكن ياتسينيوك لم يعبّر علانية عن قبوله بالتنحي، على العكس أعرب خلال خطابه الأسبوعي الأخير، الذي يدوم عشر دقائق، عن ثقته بمستقبله السياسي. رغم ذلك حان الوقت ليرحل ياتسينيوك، وخصوصاً بعد استقالة المدعي العام السابق فيكتور شوكين وانتشار الأخبار عن تأليف ائتلاف ثنائي جديد في أواخر شهر مارس

في بيان استقالته، رفض ياتسينيوك تحمّل أي مسؤولية عن الوضع السياسي والاقتصادي في أوكرانيا، وبدلاً من ذلك، صوّر نفسه ضحية سياسيين لم يحدد هويتهم، إلا أنه ذكر أن "رغبتهم في تبديل شخص واحد" أعمتهم و"شلّت استعدادهم السياسي للتغيير الحقيقي". كذلك ألقى ياتسينيوك اللوم على البرلمان لعجزه عن منح الثقة لحكومة جديدة تتوافق مع اقتراحاته وتكون تحت قيادته، مما ولّد بالتالي أزمة سياسية من المستحيل حلها بطريقة بناءة، فبدا كما لو أن الرئيس ورئيس الوزراء لم يتعلّما أي درس من الصراعات الداخلية التي شلّت أوكرانيا منذ استقلالها عام 1991

علاوة على ذلك شعر الشعب الأوكراني بالاستياء في مطلع شهر أبريل بسبب ما كُشف عن شركة بوروشينكو القابضة في الخارج، رفض استفتاء هولندي اتفاق شراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي (مما كان له عواقب كارثية على طموحات أوكرانيا الأوروبية)، وفضائح مكتب المدعي العام. فعقب كل هذه التطورات أيد الشعب بصمت استقالة رئيس الوزراء الذي لا يملك شعبية واسعة، حتى داعمو ياتسينيوك القلائل لم يعربوا عن امتنانهم وتقديرهم لسياسي قاد الحكومة في أحلك الظروف في تاريخ أوكرانيا المعاصر، فلم تأتِ كلمات الشكر إلا من الخارج: من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن

تفتح استقالة ياتسينيوك صفحة جديدة في سياسات ما بعد ثورة الميدان الأوروبي، فعلى الائتلاف الجديد اليوم تأكيد قدرته على الاستمرار، وقد أظهرت تسريبات من البرلمان الأوكراني (المجلس الأعلى الأوكراني) أن الائتلاف سيضم نحو 230 عضواً (بما أن 226 عضواً يُعتبرون ضروريين لتحقيق الأكثرية)

بغية موازنة نفوذ مجموعة بوروشينكو المتنامي، سيقود البرلمان الأوكراني أندري باروبي، نائب رئيس البرلمان الذي ينتمي إلى الجبهة الشعبية والذي ترأس سابقاً قوات الدفاع الذاتي في ثورة الميدان الأوروبي

لا شك أن استقالة ياتسينيوك تعرّض حكم بوروشينكو لخطر أكبر، فقد شكّل ياتسينيوك خلال فترة طويلة الشخصية الرئيسة التي تلقت كل الانتقاد بسبب إخفاق الإصلاحات في أوكرانيا، في حين حافظ بوروشينكو على شعبية عالية نسبياً، فلم تهتز صورة بوروشينكو وتبدأ شعبيته بالتراجع، إلا بعد انكشاف خدعة السادس عشر من فبراير، وبحلول مطلع شهر مارس، كانت رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو تتمتع بشعبية أكبر منه في استطلاعات الرأي، ومع رحيل ياتسينيوك، يصبح بوروشينكو السياسي الرئيس المسؤول عن نجاح الإصلاح في أوكرانيا

المصدر: مركز كارنيغي في أوروبا

 

 

 

Поделиться публикацией:
Главные новости
Политика
МУС выдал ордер на арест Нетаньяху
Ближний восток
ЮНИСЕФ: Более 200 детей погибли в Ливане за последние два месяца
Разное
Иран отказался от закупок систем ПВО в России
Ищите нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.