أوكرانيا بالعربية | ليس دفاعاً عن ترامب ولكن لادانة المجرم الحقيقي .. فمن الذي تدخل في أوكرانيا؟.. بقلم السفير أسامة بدر
24.12.2019 - 20:35
ان مايدور حاليا علي الساحه الامريكيه من اتهامات واتهامات مضاده تكشف حقيقة الازمه الامريكيه والتي تتضح في اقوي صورها في توجيه مجلس النواب الامريكي الاتهام للرئيس ترامب تمهيدا لمحاكمته في مجلس الشيوخ - والتي اتوقع الا تسفر عن شئ بل ان المؤشرات تفيد بأن ترامب سيعاد انتخابه لفتره ثانيه - نتيجة لما حققه للناخب الامريكي من انخفاض في نسبة البطاله وانتعاش الاقتصاد بصوره لم تحدث منذ ايام الرئيس الاسبق رونالد ريجان كييف/ أوكرانيا بالعربية/ ان مايدور حاليا علي الساحه الامريكيه من اتهامات واتهامات مضاده تكشف حقيقة الازمه الامريكيه والتي تتضح في اقوي صورها في توجيه مجلس النواب الامريكي الاتهام للرئيس ترامب تمهيدا لمحاكمته في مجلس الشيوخ - والتي اتوقع الا تسفر عن شئ بل ان المؤشرات تفيد بأن ترامب سيعاد انتخابه لفتره ثانيه - نتيجة لما حققه للناخب الامريكي من انخفاض في نسبة البطاله وانتعاش الاقتصاد بصوره لم تحدث منذ ايام الرئيس الاسبق رونالد ريجان.
والواقع ان توجيه تهمة محاولة الضغط علي الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي للتحقيق في انشطة بايدن الصغير هي تهمه مضحكه فبدلاً من محاولة التحقيق مع جو بايدن وابنه الذين بالفعل تدخلا في أوكرانيا بشكل بشع ومعهما السيناتور المتوفي سيء السمعه ماكين ومساعدة وزير الخارجيه الاسبق فيكتوريا نولاند والسفير الامريكي الاسبق في كييف، يوجه النواب الاتهام للرئيس ترامب لمحاولته تسليط الضوء علي انحرافات بايدن وابنه وهو ما يظهر ان الهدف الرئيسي هو محاباة المرشح الديمقراطي المحتمل بايدن والتغطيه علي جرائم الفساد التي ارتكبتها الاداره الديمقراطيه في أوكرانيا ومحاولة الثأر من هزيمة مرشحة الرئاسه السابقه الديمقراطيه هيلاري كلينتون وللاساءه الي الحزب الجمهوري واضعاف فرص فوزه في الانتخابات القادمه.
ولو كانت هناك عدالة معصوبة العينين لواجه بايدن وماكين ونولاند اتهامات تكفيهم لمحاكمه جنائيه ولقضاء سنوات طويله خلف الاسوار فقد خططت هذه العصبه للاستيلاء علي أوكرانيا آخر خط دفاع لروسيا تمهيدا لاسقاط روسيا من الداخل كما سبق وسقط الاتحاد السوفيتي وفي سبيل ذلك بدأوا في شن حروب اعلاميه من الجيل الرابع علي الرئيس المنتخب ديموقراطيا من الشعب " فيكتور يانوكوفيتش" نظرا لارتباطه بروسيا ومحاولته الانضمام للاتحاد الجمركي الاوراسي والذي يضم روسيا الاتحاديه وروسيا البيضاء وكازاخستان حيث وقع بالاحرف الاولي علي اتفاقية الانضمام وكان هذا مطلب لمعظم سكان شرق أوكرانيا ( 40% منهم من اصول روسيه ولهم علاقات نسب وروابط تاريخيه وثقافيه واجتماعيه واقتصاديه مع روسيا) واهم المدن التي يقطنوها أوديسا والقرم ودونيستك ولوجانسك ودنيبرو وخاركوف.
وعندما تيقنت الولايات المتحده من اصرار الرئيس الاسبق يانوكوفيتش علي المضي قدما في الانضمام الي الاتحاد الاوراسي اوعزت الي عملائها في غرب أوكرانيا بإثارة القلاقل لحكومة يانوكوفيش والاعتصام في الميادين وخصوصا ميدان الاستقلال والمشهور في كل اللغات بأسم "الميدان" وفعلا بدأت حركة الميليشيات في غرب اوكرانيا تتجه الي كييف واشرسها ميليشيا القطاع الايمن وسيطرت علي الميدان وبدأت تتجه الي قصر الرئيس وتزامن ذلك مع اتصال بايدن به وتحذيره من ان المتظاهرين سيطبقوا عليه وسيقتلونه ان بقي في القصر ونصحه بالهرب فخاف وهرب الي روسيا ( كما ذكر بايدن في كتابه اعطني وعدا يا أبي ) وعلي التزامن ادار ماكين المعركه من قلب الميدان وتوسع في استخدام حروب الجيل الرابع والاكاذيب وحرض المتظاهرين علي الصمود ولقنهم وسائل مقاومة الانظمه واسقاطها والتي سبق استخدامها في مصر، بل وعرض عليهم فيلم امريكي بعنوان الميدان وهو من اخراج المخرجه جيهان نجيم ( امريكيه من اصول مصريه عام 2013 وبطولة خالد عبدالله بريطاني من اصول مصريه وهو يحكي كيف اسقط المتظاهرون حكم حسني مبارك وذلك حتي يتشجع المتظاهرون ويقتفوا اثر ما حدث في ميدان التحرير ، وبدأ الطرف الثالث ( مسلحين مجهولين من اعلي البنايات يقتلون المتظاهرين وقوات الامن) وسقط قتلي من الطرفين وهو ما اشعل الميدان وسهل فرص عملاء الغرب كياتسونيك الذي تولي رئسة الوزاره والعملاء في الرادا " البرلمان" الذين اصدروا قرارات ضد مواطني الشرق كإلغاء اللغه الروسيه (التي يستعملها سكان الشرق) من كل الاستخدامات الرسميه ومن المدارس بعد ان كانت اللغه الاولي وايضا الغاء كل الثقافه والادب الروسي ، وهدم تماثيل لينين التي تعد فخرا لاهل الشرق، وقصر التعامل علي اللغه الاوكرانيه فقط وهي اللغه الي لايجيدها اهل الشرق.
وكانت اول ردود الفعل لدي سكان الشرق هو التذمر وأدي بروسيا الي التدخل واجراء ما سمي بالاستفتاء بين سكان شبه جزيرة القرم ( مساحتها اكبر قليلا من مساحة بلجيكا ) الذين فضلوا الانضمام لروسيا واصبحوا جزء من الاتحاد الروسي (الاستفتاء لم يعترف به دوليا)، كما وانخرط مواطني دونيسك ولوجانسك في حراك انفصالي وكونوا جمهوريتين انفصاليتين (غير معترف بهما) ضمتا اهم المناجم والثروات المعدنيه وبعض المصانع الثقيله وكادت اوديسا ان تنفصل ايضا لولا حرائق ومذابح قامت بها ميليشيات غرب أوكرانيا بدعم من الولايات المتحده.
وبعدها تم اختيار الملياردير بوريشنكو المدعوم من الولايات المتحده رئيسا لاوكرانيا واطلقت يده في ادارة البلاد و"ادارة الفساد" لنفسه ولكبار مسئولي الغرب ومنهم بايدن الصغير وآخرين وتم منحهم احتكارات واقطاعيات زراعيه وتعدينيه.
وضربت موجة كساد كبير الاقتصاد الاوكراني لايقاف روسيا وحلفائها استيراد المنتجات الزراعيه والصناعيه من أوكرانيا وكانت روسيا هي السوق الاساسي للمنتجات الاوكرانيه ورفض الاتحاد الاوروبي استيراد منتجات اوكرانيه كما رفض انضمامها لعضويته ولم توافق علي انضمامها للناتو مما وضعها في مفترق طرق وادي الي حالة تذمر شديده دفعت الاوكرانيين الي اسقاط الرئيس الملياردير الفاسد بوروشينكو وانتخاب ممثل مغمور رئيسا لانه لن يكون اسوأ من الرئيس الراسب.
من العداله التحقيق مع بايدن واعوانه في فسادهم في أوكرانيا والارواح البريئه التي ازهقت في ميدان الاستقلال بايدي ميليشيات تتبعهم ومليارات الدولارات التي خسرتها أوكرانيا وخسارتها لاهم واغني اقاليم لديها.
السفير / د. اسامه توفيق بدر سفير مصر السابق لدى أوكرانيا
المصدر: أوكرانيا بالعربية