أوكرانيا بالعربية | خبير: كيف سيكون "الغزو" السياسي لروسيا على أوكرانيا؟
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ تحدّث الخبير السياسي الأوكراني، إيغور بيترينكو، عن عدّة احتمالات لتدخّل روسيا في عملية الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2019 في أوكرانيا، قائلاً إن موسكو قد تسلك عدداً من الطرق في مُحاولة للتأثير على انتخاب رئيس جديد للدولة الأوكرانية.
وقال المُحلّل السياسي، في حوار مع موقع "سلوفو إي ديلو" الأوكراني المُهتم بالقضايا السياسية، أواخر شهر حزيران/ يونيو الماضي، إن "الطريقة الأسهل التي قد تستعين بها الكرملين، تتمثّل في دعم مُرشّح مُعيّن مُوالٍ لروسيا".
وقال بيترينكو بهذا الخصوص: "أوّلاً، قد يتم ذلك عن طريق دعم مرشح موال لروسيا، حيث قد يكون بويكو، هو ذلك المرشح، إلا أن موقفه أقل عدائية مُقارنة مع رابينوفيتش على سبيل المثال.. وهناك أيضاً المُعارضة اليسارية، والشيوعيون والاشتراكيون، إلا أنهم لا يملكون الفرصة.. لكن قد يتم استغلالهم لأغراض خاصّة".
وقال المحلل، إن روسيا قد تلجأ إلى مُختلف الطرق لزعزعة الاستقرار في أوكرانيا على المضمار العسكري، عبر تصعيد الوضع الميداني في منطقة المُواجهات العسكرية شرقي البلاد (إقليم الدونباس الانفصالي).
وأوضح بهذا الشأن: "مع اقتراب الانتخابات، يُحتمل حصول التصعيد العسكري، وزيادة عمليات القصف وعدد الآليات العسكرية.. بطبيعة الحال، سيكون كل ذلك محلّ الاهتمام لدى وسائل إعلام، ستحاول زرع الهلع والرعب عبر صفحاتها.. ويكمن الهدف الأساسي وراء ذلك في إظهار السلطات الأوكرانية على أنها غير قادرة على توفير الأمن".
وأعرب بيترينكو عن رأيه، أن روسيا قد تستخدم ورقة الهجمات الإلكترونية أيضاً، مُعيداً إلى الأذهان فيروس "بيتيا" الذي شلّ عمل عدد من المطارات والمُؤسّسات الحكومية في أوكرانيا.
وفي هذا الصدد، أشار بيترينكو بالقول: "يعتبر الحاسوب في العصر المُعاصر، الوسيلة الرئيسية لتنفيذ الكثير من الوظائف الحكومية، فلذلك تُشكّل الهجمات الإلكترونية، الطريقة الحقيقية بالنسبة لروسيا الاتحادية للتدخل في سير الانتخابات في أوكرانيا".
أما وسيلة أخرى مُحتملة لفرض روسيا، يدَها على الانتخابات الرئاسية الأوكرانية، فأكّد الخبير، أنها قد تتمثل في محاولة انقلاب عسكري ضد الحكومة الأوكرانية.
وقال إن الانقلاب المحتمل "قد يتم توظيفه لإطلاق أعمال أكبر حجماً ونطاقاً ضد أوكرانيا"، مُوضحاً بالقول: "يحتمل تدبير ما حدث في ساحة الميدان، حيث قد تتعدّد أسباب ذلك.. قد يتم الاعتماد على الميدان لإشعال فتيل الصراع الداخلي، ما قد يُؤدّي إلى اضطرابات اجتماعية واسعة النطاق.. في هذه الحالة، وتحت ذريعة حماية الكنيسة واللغة الروسيتين، سيتم القيام بمحاولة غزو حقيقي للبلاد أو ما شابه ذلك".
لكنه أكد على أن هذا الخيار، يُعد آخر سيناريو يمكن أن تقدم عليه الكرملين، مُشيراً إلى أن روسيا "ستحاول في البداية، توحيد الناخبين من "المعسكر الأبيض الأزرق" لدعم المرشح الموحد".
كما أعرب عن رأيه، أنه في حال عدم فوز المرشح الموالي لروسيا بالانتخابات الرئاسية، "تستطيع روسيا نقل الدعم المُوجّه إليه في الانتخابات البرلمانية".
وقال بهذا الخصوص: "ينبغي إدراك أنه لا يمكن استبعاد إمكانية حصول حتى السيناريوهات الأكثر راديكالية، بحيث من الأفضل أن نكون مُستعدّين لأي شيء".
وأردف: "السياسيون الأوكرانيون يجب أن يتفهّموا أن روسيا قوية بالنسبة لأوكرانيا، وأننا قد فوّتنا سبل الضغط المؤثر عليها.. حالياً ونظراً للمُنافسة المُتزايدة بين الولايات المتحدة وأوروبا، يشرع الأوروبيون بالنظر إلى روسيا بموقف أكثر نعومة من الفترة الماضية".
وأشار بالقول: "الجميع يرغبون بإعادة روسيا إلى مُربّع آمن والتعاون معها لكسب الأموال.. لذلك فإن الخيار الوحيد بالنسبة لأوكرانيا هو أن تعرض خطة التطوير والتنمية خاصيتها".
المصدر: أوكرانيا بالعربية