أوكرانيا بالعربية | حــادث الــفـــرافـــرة الــرمــز والــدلالـــــة... بقلم حسن زايد
28.07.2014 - 02:12
يضيق بعض الناس ـ علي نحو ملفت ـ من القول بأن ما يحدث في المنطقة يقع في إطار مؤامرة غربية ، تقودها أمريكا ، لإعادة تشكيل المنطقة ، ورسم خارطة جديدة لها ـ سايكس بيكو جديدة ـ وعلة ضيقهم من هذا التحليل الذي يعتمد نظرية المؤامرة منطلقاً له غير معروفة ، فهم يذهبون إلي أن هذه النظرية تمثل حجة البليد التي يسوقها في مواجهة متهميه بالبلادة ، حيث يجري الإسقاط علي الغير لتبرير الفشل .
كييف/أوكرانيا بالعربية/يضيق بعض الناس ـ علي نحو ملفت ـ من القول بأن ما يحدث في المنطقة يقع في إطار مؤامرة غربية ، تقودها أمريكا ، لإعادة تشكيل المنطقة ، ورسم خارطة جديدة لها ـ سايكس بيكو جديدة ـ وعلة ضيقهم من هذا التحليل الذي يعتمد نظرية المؤامرة منطلقاً له غير معروفة ، فهم يذهبون إلي أن هذه النظرية تمثل حجة البليد التي يسوقها في مواجهة متهميه بالبلادة ، حيث يجري الإسقاط علي الغير لتبرير الفشل .
هذا البعض يعتمد تفسيرهم للأحداث علي أسباب داخلية تخص المنطقة وحدها ، دون تآمر من أحد ، لأنه لا أحد في العالم ينشغل بمنطقتنا إلا من زاوية محاولة انتشالها من تخلفها من وجهة نظرهم ، باعتبارها تمثل عبئاً علي الركب الحضاري للبشرية ، وباعتبارها مصدراً لمواد خام تعجز عن استغلالها ، وعلي رأسها البترول والغاز الطبيعي . ومع الوجاهة التي ينطوي عليها مذهب هذا البعض في التحليل ، إلا أنه لا يكفي وحده للنهوض بتفسير الأحداث بعيداً عن التفكير في المؤامرة ، خاصة وأن الشواهد التاريخية الدالة عليها قد تستعصي علي الحصر . فلو فردنا خارطة المنطقة علي الطاولة ، وأعدنا قراءة مفرداتها من جديد ، لاكتشفنا أن هناك روابط موضوعية بين الأحداث ، تشير إلي أن محرك الأحداث مصدر واحد ، وأنها تتقاطع وتتجمع لتصب في رافد واحد ، يخدم هدف واحد . وأنا أري أن حادث الفرافرة ما هو إلا عقاباً لمصر في إطار محاولات تركيعها ، وإعادة إدخالها الحظيرة التي أفلتت من قبضتها .
فالتخطيط والتكتيك الذي تمت به العملية ينبيء عن وجود لاعب رئيسي خلف عرائس الماريونيت التي تتحرك في المنطقة أياً كانت مسمياتها .
فقد جاء الحادث بعد طرح المبادرة المصرية بشأن وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحماس ، فالجانب المصري طرح المبادرة دون الرجوع للإدارة الأمريكية ، أي أن مصر ولأول مرة ، منذ سقطت أوراق اللعب في أيدي أمريكا بنسبة تصل إلي 99 % تتصرف علي نحو منفرد ، منذ ما يزيد علي أربعين سنة والإرادة المصرية أسيرة النفوذ الأمريكي ، واليوم تتفلت مصر من هذه القبضة ، محاولة الإستقلال بإرادتها ، وتسيد قرارتها . وقد سارعت بقية العرائس برفض المبادرة ، لا لأنها لا تحقن الدم الفلسطيني المهدر ، ولا لأنها تخدم الجانب الإسرائيلي ، ولا لأنها تحد وتقلص من قدرات حماس التسليحية كما يزعمون ، وإنما لأنها صادرة من مصر باعتبارها لاعب فاعل في المنطقة بغض النظر عن الموقف الأمريكي ، باعتبارها عنواناً علي استقلال الإرادة والقرار المصري في الأيام القادمة . ومن هنا صدرت التعليمات من ذلك اللاعب الواقف خلف الستار برفض المبادرة ، وتشويهها ، والمزايدة علي مواقف مصر التي لا يصح واقعياً وتاريخياً المزايدة علي مواقفها من القضية الفلسطينية .
فرفضت حماس المبادرة لأن الرفض يخدم أغراض الفصيل الحمساوي ، كما يخدم الهدف الأمريكي . فرفض حماس يكرس لصناعة المظلومية التي يجيدها الإخوان بقصد تدفق المساعدات بعد غلق بئر الأنفاق الذي كانوا يغترفون منه ملايين الدولارات . ويعيد حماس إلي الواجهة السياسية بعد أن توارت نتيجة مواقفها من قضايا الربيع العربي ،الموقف الذي دعاها راغمة للتفاوض مع منظمة فتح لتشكيل حكومة وحدة وطنية هي غير راغبة فيها . وفي ذات الوقت خدمة قضية الإخوان بتشويه النظام المصري وتلويث سمعته . هذا علي جانب حماس . أما الجانب القطري فقد تم دفعه لتقديم المبادرة البديلة ، إلا أنها ماتت في مهدها ، ومحاولة واشنطن إدخال قطر وتركيا كلاعبين في المبادرة المصرية ، ورفض الجانب المصري لذلك . وفي أتون هذا الصراع السياسي بين الإرادات المتصارعة في المنطقة جري الدفع بهذه الخلية الإرهابية لارتكاب مجزرة الفرافرة في الداخل المصري ، بقصد إحراج السيسي ، وإشغاله بقضايا الداخل ، وتأليب الراي العام المصري عليه . ولا يمكن النظر إلي هذه العملية بتوقيتها وتكتيكاتها وهدفها بمعزل عن المشهد العام الذي تعيشه المنطقة في إطار الخطة الأمريكية الغربية لإعادة رسم خريطة المنطقة .
وليس معني أن الثورة المصرية قد قلبت الطاولة في مواجهة هذا المخطط ، أن المخطط قد انتهي ، وأن أمريكا والغرب قد رفعوا الراية البيضاء . المخطط ما زال حياً فاعلاً ، وما زالت القوي الواقفة وراءه تدفع بالوقود اللازم لإدارة محركاته ، وإعادة تفعيلها ، وإزالة كل العقبات التي تعترضها ، حتي ولو تكلف الأمر أنهاراً من الدماء ، تسفك هنا أو هناك ، لايهم . دم مصري أو دم فلسطيني ، لا يهم .
حسن زايد
Читать все новости
حسن زايد
كاتب مصري ومدير عام
المصدر: أوكرانيا بالعربية
Главные новости
МУС выдал ордер на арест Нетаньяху
ЮНИСЕФ: Более 200 детей погибли в Ливане за последние два месяца
Иран отказался от закупок систем ПВО в России
Ищите нас на Facebook
Ищите нас на Twitter
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.