أوكرانيا بالعربية | فرض أوكرانيا الأحكام العرفية في 10 أقاليم يُعد قراراً منطقيا تماماً.. بقلم أ. بوهاتش
كييف/ أوكراينا بالعربية/ إن قرار فرض الأحكام العرفية في عشرة أقاليم أوكرانية يُعد قرارا منطقيا تماماً، ففي السنوات الأربع السابقة لما تسمى كذلك وانما اقتصرت على عملية مكافحة الارهاب لصد الحرب الهجينة من قبل روسيا والمعلنة ضد أوكرانيا، ولكن ما حدث صباح الأحد الماضي يعد أول عملا عدوانيا تنفذه روسيا علناً وتحت العلم الروسي.
إن فرض حالة الأحكام العرفية في 10 أكثر الأقاليم إشكالية جنوب وشرق وغرب البلاد، والتي يشكل بعضها مشروع روسيا الذي يعرف بـ "نوفوروسيا" والذي حاولت موسكو تجسيده عام 2014 الهادف إلى تفكيك أوكرانيا.
فمن وجهة نظري سيساعد قانون اعلان حالة الأحكام العرفية الى العودة إلى الأوضاع الطبيعي.، حيث أنه سيساعد بخفض معدل الجريمة في البلاد، كما وسيحد من نشاط العملاء الروس ووكلائهم في أوكرانيا حيث ستصبح بذلك كل الانشطة السرية تحت سلطة قانون الطوارئ.
كما أن الاحكام العرفية ستسمح للسلطات الأوكرانية بالتحقق فعليا من حقيقة استعدادها للتعبئة في مواجهة اجتياح روسي محتمل، وهذا لا يمكن استبعاده بعد حقيقة العدوان الروسي المفتوح منذ 4 سنوات.
ومن هنا لا يمكن إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية إلا في حالة توقف موسكو عن تسليح وإمداد الانفصاليين التابعين لها في الدونباس بالمال والعتاد والمرتزقة، اضافة الى ضرورة ايقاف تمويل موسكو لما يسمى "الجمهوريات الشعبية في الدونباس" والغير معرف بها من قبل المجتمع الدولي ومن قبل روسيا ايضا.
وبهذه الطريقة تظهر لنا جليا السياسات العدوانية الروسية في الأراضي المحتلة الأوكرانية التي تنتهك بنود اتفاقية مينسك للسلام، ولذلك من أجل تحقيق السلام ولانهاء الصراع تبرز ضرورة فرض عقوبات جديدة على روسيا والتي بدونها لن تتوقف الحرب.
وفي هذه المرحلة الحرجة تستمر روسيا في سياسات الخداع و"البربوغاندا" وتكرار اسطورة "الشعوب الصديقة" التي تستخدمها روسيا بعدونها على جيرانها، وأول من استشعر بالخطر ودفع الثمن هم "المطبلون" لروسيا وسياساتها ثم تبعا لذلك المدنيين و"الشعوب الصديقة".
فهؤلاء وغيرهم وموسكو أيضا التي تعرض على أوكرانيا التوصل لحل وسط على تعبير البعض، ما هو ال بمثابة هزيمة أوكرانية بل اجلائها قواتها من اراضيها السيادية.
وهنا الفت نظركم الى انه كلما تصاعدت حدة العدوان الروسي بحق أوكرانيا كلما ارتفع صوت دعاة اسطورة "الشعوب الصديقة" في حين تستغلها روسيا بابشع الطرق في بحق الشعب الأوكراني الذي اختار طريقه نحو الحرية والديمقراطية.
ان العدوان الروسي الأخير من قبل قوات البحرية الروسية بحق السفن الأوكرانية حظي بتنديد من قبل دول عدة ومؤسسات دولية كبرى حيث يستشعر المجتمع الدولي الخطر المحدق من قبل روسيا.
وبعيدا عن التفصيليات القانونية للحدث الذي تستند فيه روسيا فقط الى قوانينها الداخلية في حين تستند فيه أوكرانيا الى القانون الدولي، فيكفينا ان نشاهد مقاطع الفيديو التي وثقت حالة العداء والصدام التي قامت بها البحرية الروسية بحق سفينة تجارية قاطرة في مياه بحر آزوف والصور لطلقات المدفعية الروسية والتي اطلقت على السفن الأوكرنية.
ولما نستغرب هنا، الم توثق الاستخبارات الأوكراينة في بياناتها الرسمية تسجيلات لقوات روسية، بعد ان اعترضتها موجات الراديو حول المخطط الروسي بحق أوكرانيا.
ان روسيا دفعت ثمنا باهضا لاحتلالها القرم واراضي الدونباس عبر العقوبات الاقتصادية بحقها، وعلى ثقة بان الثمن سيزداد بعدوانها هذا والذي سيكلف الاقتصاد الروسي الكثير الكثير.
كما أن روسيا لو حاولت الاقدام على حرب واسعة مع أوكرانيا، فعندها ستواجه جيشاً جديداً لا يمكن مقرانته بالجيش الأوكراني عام 2014 وفي حال حدوث ذلك فان الخسائر الروسية ستكون غير مسبوقة.
الحلل الأوكراني السياسي
أ. بوهاتش
المصدر: أوكرانيا بالعربية