أوكرانيا بالعربية | الذات المسلمة العاجزة عن تمثيل الأخلاق الإسلامية... بقلم د. عادل عامر

13.02.2014 - 12:00 #د. عادل عامر
إن إدراك الهوية و فهم الذات و تحقيق الانضباط الذاتي هو الإطار الإسلامي لتحقيق العدالة بين الجنسين و هو أقرب لفهم آليات الحراك الاجتماعي من الفرضيات الكامنة خلف مفهوم الديمقراطية في الغرب. إن المفهوم الإسلامي للعدل ( كما تراه هذه المجموعة النسائية ) يبدأ بإزالة التمايز بين الذكور و الإناث في المسؤولية الدينية و المدنية باعتبار أن كل البشر قد حمِّلوا أمانة التكليف بالأصالة لا بالوكالة و أنه لا بد من الوعي بتلك الحقيقة و امتلاك ال

كييف/أوكرانيا بالعربية/إن إدراك الهوية و فهم الذات و تحقيق الانضباط الذاتي هو الإطار الإسلامي لتحقيق العدالة بين الجنسين و هو أقرب لفهم آليات الحراك الاجتماعي من الفرضيات الكامنة خلف مفهوم الديمقراطية في الغرب. إن المفهوم الإسلامي للعدل ( كما تراه هذه المجموعة النسائية ) يبدأ بإزالة التمايز بين الذكور و الإناث في المسؤولية الدينية و المدنية باعتبار أن كل البشر قد حمِّلوا أمانة التكليف بالأصالة لا بالوكالة و أنه لا بد من الوعي بتلك الحقيقة و امتلاك العلم و المعرفة للوصول إلى مشاركة فعّالة في حمل المسؤولية .

 أراد هرقل أن ينال من أتباع محمد - صلى الله عليه وسلم -، فأوقد نارًا حامية تحت قِدر عظيمة، جعلت تفور وتغلي، وكأنها فهمت مراد هرقل؛ إما أن يرتد الأسير المسلم عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه عن الإسلام وإما أن تتلقفه هذه القدر ليصبح كالهلام، وقد ساخ لحمه بعد أن انسلخ عن عظمه.

نظر هرقل إلى الأسير المسلم، فرأى دموعه تسيل على خديه، وقد بللت لحيته، وسالت إلى نحره، ووصلت إلى صدره، فقال هرقل في نفسه: وصلت إلى ما أردت، إن هؤلاء الأسرى عندي، كلهم سيفتنون عن دينهم، سيرتدون عن الإسلام، وسيظهر الإسلام في نظر النصرانية عندي بمظهر الهزيل، ستقوى المسيحية في نفوس بطارقتي، ويضعف الإسلام في المدينة وما حولها، بل سيضعف في الجزيرة العربية كلها، وفي بلدان العالم التي ستسمع بهذا الخبر السار، خبر ارتداد المسلمين عن دينهم، ومفارقتهم دين نبيهم.

إن سقوط الإخوان كان بمثابة نتيجة منطقية بسبب طبيعة تكوينهم السياسي والتنظيمي والأيديولوجي. وذلك على عكس ما يروج له الإخوان من حديث عن المظلومية الأبدية التي تلحق بهم. إضافةً إلى محاولة تصوير سقوطهم  كنتيجة لمؤامرة فلولية وانقلاب عسكري أطاح بهم وليس الإرادة الشعبية. كما الكثير من الترهات التي تروج لها وسائل الإعلام الأمريكية.

لابد من بناء قوتنا الذاتية لكي نكون ندا لا تابعا. إذن هو التناقض الناتج عن محاولة تصور اللانهائي، والناتج عن استخدام منطق عالم النهائي لفهم عالم اللانهائي. وبهذا نكتشف عجز العقل البشري عن تصوّر عالم اللانهائيّات، فلم تعد المقدمات المنطقيّة تقود إلى نتائج صحيحة. وبعد أن تكشّفت لنا حقيقة العقل البشري ومحدوديّته، كان لا بد من الاكتفاء بالنبوّات والرؤى الصادقة لإثبات واقعيّة عالم القضاء والقدر. فإذا كان الشعور بحرية الاختيار كافياً لإقناع الإنسان بأنّه مخيّر، فإنّ الإحاطة بعالم الغيب المستقبلي قبل حصوله يكفي لتحصيل القناعة بحقيقة هذا العالم. لأن المسئولية عند الإنسان تعني الجدارة والأهلية للقيام بها , وتكريم الله له بهذه المسئولية ومن ثم وجب عليه المجاهدة والمثابرة والمصابرة والقيام بهذه المسئولية وأعبائها .

 ثم إن تحمل المسئولية أمر ضروري للحياة الفردية الاجتماعية الإنسانية , وقد راعى الإسلام عند تحديده أن لا تكون فوق طاقة الإنسان , لكي لا يشقى بحملها فالمسئولية الجماعية شاملة لكل فئات المجتمع ولكن أيضاً محدودة لكل فئة بصفة خاصة فإذا كانت مرات التغيير للمنكر ثلاثة هي اليد أو اللسان أو القلب , فهي تصلح أحياناً لواحد فقط يتدرج فيها كأصحاب الولاية الشرعية من والد وحاكم ونائب عنهما ففي هذه الحالة يربي الوالد ولده بإنكاره عليه الشر بالقلب والهجر وعدم الرضي إذا أجدى فيها وإلا انتقل إلى اللسان نصحاً وتوجيهاً وتعليماً أو زجراً أو توبيخاً , وإلا تنتقل لليد وتكون اليد زاجرة رادعة لا قاصمة أو كاسرة وهكذ1 كل من له ولاية عامة , وأحياناً يتعين طريق واحد للتغيير على فئة بعينها لا يجوز لهم أن يتجاوزوها لما قد يترتب عليها من منكر أعظم , فمن آداب وفقه الاحتساب ألا يؤدي تغيير المنكر إلى منكر أشد منه وبهذا تمتاز الأخلاق الإسلامية عن النظم والنظريات الأخلاقية الوضعية التي لا تقيم أخلاقها إلا على المنفعة , وقوة الضغط الاجتماعي و مراعاة الظاهر فحسب الفلسفة عمل عقلي، ولهذا ضلت التربية اليونانية، لأنها اعتمدت على العقل، وقد جاءت شريعة الله للإنسان، وبينت له طريق الخير، ليسلكه ليسعد في دنياه وآخرته، كما بينت له طريق الشر ليجتنبه حتى لا يضل ولا يشقى. كان الصحابة الكرام يسألون الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكان حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، يسأله عن الشر، كانوا حريصين على إرضاء الله تعالى بالبعد عن التطرف. فالإسلام دين الوسطية قال الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ [البقرة: 143]. والأخلاق الإسلامية تستمد شموليتها من شمولية الدين الإسلامي ومبادئه. فهي بذلك تعنى بالجانب الروحي والعقلي والج إنّ الإنسان قد خُلق للدنيا، فمعلوم أنّ الدنيا تزول؛ إمّا بموت الناس، أو بزوالها يوم القيامة. من هنا لا معنى ظاهراً ولا حكمة بيّنة لوجود الإنسان في الأرض لمدة محدودة من الزمن، حتى لو بلغت مليارات السنوات، لأنّ النهاية تجعل البداية غير ذات معنى، والخلود فقط هو الذي يعطي البداية معناها، ومعلوم في الدين أنّ الآخرة هي دار الخلود. وعليه فالآخرة فقط هي التي تعطي الدنيا معناها. فإنما تستهدف في الوقت نفسه تكاملها، وحركة نموها وتناسقها بحيث يصبح الإنسان الذي تعده متكاملًا في شخصية ذات نظرة شمولية للأمور في الحياة وما بعد الحياة.


د. عادل عامر

دكتور في الحقوق وخبير في القانون العام

 رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية

 عضو المعهد العربي الأوروبي للدراسات الإستراتجية

 والسياسية بجامعة الدول العربية


المصدر: أوكرانيا بالعربية

Поделиться публикацией:
Главные новости
Политика
МУС выдал ордер на арест Нетаньяху
Ближний восток
ЮНИСЕФ: Более 200 детей погибли в Ливане за последние два месяца
Разное
Иран отказался от закупок систем ПВО в России
Ищите нас на Twitter

© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.