أوكرانيا بالعربية | الصراع الخفي بين الاسد وبندر وانعكاساته على لقاء لندن المقبل لوضع الترتيبات النهائية لمؤتمر جنيف... بقلم عبد الباري عطوان
كييف/أوكرانيا بالعربية/الاجتماع الاخير لمنظومة الاحدى عشر دولة لدعم سوريا قبل انعقاد مؤتمر جنيف الثاني الذي ستستضيفه لندن في الحادي عشر من شهر كانون الثاني /يناير الجاري لبلورة مشروع مشترك يكون اساس جدول الاعمال وتحديد الدول المدعوة للمشاركة وتركيبة وفد المعارضة السورية.
مسألة دور الرئيس بشار الاسد في المرحلة الانتقالية، ومستقبل سورية ما زالت المسألة الخلافية الاساسية بين الدول الـ 11 حيث تنقسم الى معسكرين اساسيين:
ويؤيد هذا الطرح الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا ودول عربية بينها دولة الامارات.
*الثاني: يرى ان التخلص من الرئيس الاسد ونظامه يجب ان يكون الاولوية المطلقة، ثم بعد ذلك يتم الالتفات الى الجماعات الجهادية لان القضاء عليها في هذه الحالة سيكون اكثر سهولة، وتصر على هذا الطرح المملكة العربية السعودية وقطر مدعومتان من فرنسا.
من الصعب التكهن بالحصان الرابح او الخاسر في الاجتماع المقبل لهذه المنظومة التي باتت بمثابة خلية عمل اساسية في الملف السوري، لكن هناك مخاوف بانفراط عقد مؤتمر جنيف وعدم انعقاده كليا في حال استمر هذا الخلاف اولا، والاصرار على استبعاد ايران ثانيا، لان هذا الاستبعاد قد يؤدي الى عدم حضور الوفد السوري الرسمي.
هناك قاعدة ذهبية تقول ان من لا يحضر العرس يمكن ان يلجأ الى محاولات تخريبه، وايران قوة اقليمية عظمى وتلعب دورا كبيرا سواء بشكل مباشر او غير مباشر من خلال حلفائها مثل حزب الله وعراق المالكي في الازمة السورية.
الاخضر الابراهيمي المبعوث الدولي من عمداء المدرسة التي تطالب بالحاح بضرورة مشاركة ايران، لانه يدرك وهو الدبلوماسي المخضرم، ان هذا الحضور ضروري لاي حل يمكن ان يتمتع بفرص النجاح والاستمرار، ووجهة نظره هذه جعلته غير مرحب به في الرياض التي اعتذرت عن استقباله اكثر من مرة.
ايا كانت نتائج اجتماع لندن فان الازمة السورية مرشحة للمزيد من السيارت المفخخة في لبنان وسورية، والتصعيد على جبهات القتال في القلمون وغيرها في الاشهر الستة المقبلة، لان السعودية الآن توظف مئات المليارات من ارصدتها، سواء لشراء صفقات اسلحة هدفه فرنسا الحليف الجديد الذي يحل تدريجيا محل امريكيا، او التغيير في الموقف الروسي لصالح الموقف السعودي، او لتصعيد الهجمات ضد النظام السوري على الارض، انها شهور حاسمة لكن من الصعب الحزم بمن سيخرج فائزا قد ترجح كفته لفترة بسيطة لتعود الاخرى الى الرجحان مجددا، لكن الامر المؤكد وايا كانت النتائج هو ان منطقة الشرق الاوسط ستشهد المزيد من الدمار وعشرات الالاف من الضحايا الجدد.
عبد الباري عطوان
رئيس تحرير القدس العربي سابقا
رئيس تحرير ومؤسس صحيفة "راي اليوم" الالكترونية
محلل سياسي وكاتب عربي
المصدر: أوكرانيا بالعربية