ألمانيا تكسر حاجز المدى.. وأوكرانيا تُعدّ العدة لحماية سمائها

في ظل تصعيد غير مسبوق للهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة والقنابل الموجّهة، تشهد المعركة تحولًا نوعيًا مع بدء تسليم ألمانيا لأوكرانيا أولى دفعات الصواريخ بعيدة المدى
كييف/ أوكرانيا بالعربية / دخل العدوان الروسي على أوكرانيا مرحلة تصعيدية خطيرة، تُظهر فيها موسكو استخفافًا فاضحًا بالقانون الدولي واستهانةً بحياة المدنيين، إذ شنت قوات الاحتلال الروسي خلال الأيام السبعة الماضية أكثر من 1800 هجوم بطائرات مسيّرة انتحارية، وأسقطت 1200 قنبلة موجهة، وأطلقت 83 صاروخًا من أنواع متعددة على المدن الأوكرانية، في مؤشر واضح على اتباع سياسة ممنهجة لإرهاب السكان وتدمير البنى التحتية المدنية.
في مواجهة هذه الهجمات الوحشية، تواصل أوكرانيا تعزيز دفاعاتها الجوية، وتُحرز تقدمًا نوعيًا في استخدام طائرات مسيّرة اعتراضية أسقطت هذا الأسبوع المئات من طائرات "شاهد" الإيرانية الصنع، والتي أصبحت رمزًا للأدوات الإرهابية الروسية في السماء الأوكرانية. وقد أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي نجاح هذه التكنولوجيا، مشيرًا إلى أهمية استمرار الاستثمار في وسائل الدفاع الحديثة لحماية المدنيين الأوكرانيين وصدّ العدوان.
وفي سياق التعاون الدفاعي، أعلنت ألمانيا رسميًا أن أولى الصواريخ بعيدة المدى، التي موّلت برلين إنتاجها، ستدخل الخدمة في القوات المسلحة الأوكرانية بحلول نهاية شهر تموز/يوليو الجاري. وأكد كريستيان فرويدينغ، رئيس هيئة الأركان الخاصة بوزارة الدفاع الألمانية، أن هذه الصواريخ ستُمكن أوكرانيا من استهداف مراكز القيادة والمطارات ومخازن الأسلحة الروسية في عمق الأراضي المحتلة، ما يُعد خطوة استراتيجية نحو ردع المعتدي.
وفي ضوء التطورات، غيّرت واشنطن من لهجتها بشكل لافت. ووفقًا لصحيفة "فاينانشال تايمز"، عبّر الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب عن خيبة أمله من فشل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تحقيق مكاسب ملموسة، مُبدياً استعداده لتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة، منها منظومات باتريوت الدفاعية، إضافة إلى مساعدات بقيمة 300 مليون دولار.
كما أعلنت كل من ألمانيا والنرويج عزمهما شراء ثلاث منظومات باتريوت إضافية من الولايات المتحدة لتسليمها إلى أوكرانيا، وسط تنامي الجهود الأوروبية لتقليل الاعتماد على واشنطن في إنتاج الذخيرة عالية التقنية.
سياسيًا، شدد وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا على أن الدعم العسكري، والعقوبات الصارمة، والعزلة الدولية لروسيا، والقيادة الأمريكية الحاسمة، تمثل أركانًا أساسية لإنهاء هذه الحرب العدوانية. وفي هذا السياق، دعا إلى تنسيق أكبر بين بروكسل وواشنطن لضمان فاعلية العقوبات المفروضة على موسكو.
وخلال الاجتماع الوزاري الثاني لأوكرانيا ودول جنوب شرق أوروبا في دوبروفنيك، أعرب وزراء خارجية 13 دولة أوروبية عن دعمهم الحازم لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، معتبرين أن عضوية كييف تمثل ضمانة أمنية استراتيجية، ولا يحق لروسيا أو أي دولة أخرى غير منضوية في الحلف التدخل في هذا المسار السيادي.
وفي تأكيد جديد على عزلة موسكو المتزايدة، صرّح رئيس فنلندا ألكسندر ستاب أن محاولات الكرملين لإضعاف الناتو أدت إلى نتائج عكسية، حيث ازداد الحلف تماسكًا واقترب من الحدود الروسية، بينما ازدادت عزلة روسيا على الساحة الدولية.
وفي ظل هذا الواقع الدموي، حيث تسقط القنابل على رؤوس الأبرياء ويُقتل الأطفال في باحات منازلهم بطائرات مسيّرة روسية، كما حدث في قرية برافدين بمنطقة خيرسون، تؤكد أوكرانيا مجددًا تصميمها على مواصلة المقاومة، وحماية استقلالها وسيادتها حتى تحرير كامل أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ودونباس.
تُواصل أوكرانيا التقدّم في مساعيها نحو عضوية الناتو والتكامل الأوروبي الأطلسي، مدعومة بإجماع غير مسبوق بين شركائها الغربيين، وإصرار شعبي وحكومي على الانتصار في معركة المصير ضد آلة الإرهاب الروسي.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
