العدوان الروسي يتجاوز الخطوط الحمراء، طائرات مسيّرة تضرب مصنعًا بولنديًا في فينيتسا

في خطوة خطيرة تنذر بتوسيع دائرة التصعيد، استهدفت طائرات مسيّرة روسية مصنعًا تابعًا لمجموعة بارلينك البولندية في فينيتسا، ما يُعدّ اعتداءً مباشرًا على مصالح دولة عضو في الاتحاد الأوروبي والناتو داخل الأراضي الأوكرانية
كييف/أوكرانيا بالعربية / استهدفت طائرات مسيّرة روسية في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء 16 يوليو/تموز منشأة صناعية تابعة لمجموعة "بارلينك" البولندية في مدينة فينيتسا الأوكرانية، في اعتداء سافر يعكس تصعيدًا خطيرًا واستفزازًا واضحًا للمجتمع الدولي، خصوصًا لدول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وأكد وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، في بيان رسمي، أن الهجوم كان متعمدًا ومنسقًا، حيث تم توجيه الضربات من ثلاث جهات مختلفة. وأسفر القصف عن وقوع إصابات في صفوف العاملين، بينهم اثنان تعرّضا لحروق بالغة. وأضاف سيكورسكي: "حرب بوتين الإجرامية تقترب من حدودنا"، في إشارة إلى التهديد المباشر الذي باتت تشكله الضربات الروسية على الأمن الإقليمي.
وتؤكد السلطات الأوكرانية أن الهجوم جزء من حملة موسعة شنّتها القوات الروسية خلال تلك الليلة، باستخدام صاروخ باليستي من طراز "إسكندر-إم" وأكثر من 400 طائرة مسيّرة هجومية وانتحارية، استهدفت مناطق عدة، أبرزها كريفي ريه وخاركيف وفينيتسا.
وفي ظل هذا التصعيد، تمكّنت الدفاعات الجوية الأوكرانية من اعتراض وتدمير 98 طائرة مسيّرة بنجاح، بينما تم تعطيل 145 طائرة أخرى بواسطة أنظمة الحرب الإلكترونية، ما يؤكد استمرار جاهزية القوات الأوكرانية للدفاع عن السيادة الوطنية وردع أي تهديد خارجي.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه روسيا سياساتها العدوانية بلا هوادة، ضاربة بعرض الحائط كافة القوانين الدولية، ومواصلة استهداف المنشآت المدنية والبنى التحتية الحيوية في محاولة لترهيب الشعب الأوكراني وزعزعة الاقتصاد الوطني، بل والضغط على شركاء أوكرانيا الغربيين عبر الاعتداء على مصالحهم المباشرة داخل الأراضي الأوكرانية.
إن هذا الهجوم يُعدّ تحديًا مباشرًا للأسرة الدولية، ويتطلب استجابة واضحة وقوية من قبل الاتحاد الأوروبي والناتو، ليس فقط عبر الإدانة، بل من خلال تعزيز منظومات الدفاع الجوي ودعم قدرات أوكرانيا العسكرية والاقتصادية لمواجهة هذا الإرهاب الروسي المتصاعد.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
